الخميس، أغسطس 27، 2009

الوصال

ضحكت حينما سألتها لماذا تصلي؟؟
ابتسمت كأنني امتدحتها بشىء طيب!!!
قالت لي انتي تتحدثين مع صديقتك أو حتى صديقك أو من تحبين كم مرة في اليوم؟
قلت لها ثلاث أو أربع وربما أكثر .... ومالعلاقة؟؟
جاوبت والابتسامة تتسع أكثر ....
الصلاة هي الصلة, تواصلك مع ربك الذي خلقك ووهبك كثير من النعم التي ترينها و تلك التي لا ترينها ولايزل يهبك
انتي حينما تصلين تتصلي بربك وهو يريدك الاتصال به خمس مرات لانه يحبك ويريدك على وصال؟؟؟
كيف تكون الصلة هي الصلاة بطقوس محددة وزي محدد ؟؟؟؟
الزي احتراما وتقوى للخالق عز وجل
الصلاة كمكالمة التيلفون تبدأيها بتكبير لله وكأنك تمدحينه , تقرأين الدعاء فالفاتحة أشبه بالدعاء
وتقرأين سورة من كلام الله لانك تقولين له أنا أحفظ كلامك
تركيعن له عز وجل احتراما
ثم تسجدين له وهو الاعلي زيادة فى التوقير ودرءا للكبر الذي هو أكبر خطيئة

وتنهين المكالمة بالسلام على الجميع
" التحيات لله والصلوات والطيبات , السلام عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاته ,السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"
ثم نأتي للصلاة والسلام على جميع الانبياء ونسلهم
" اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم.... الي آخر التشهد "
ثم تسلمين على الله وملائكته
أليست تلك متشابهة ومكالمة الوصل ؟؟؟
إن الله يريد بك خيرا وهو غني عنك لانك الاضعف والاقل ...إن تبقين على الوصال فانك تكسبين وهو لا يكسب
إن تبقين فإنك لعلك تتقين يوما ما ....وإن لم تتق وتغير الصلاة مافي خلقك وروحك فإنك تخسرين وهو لا يخسر
لم أعرف ماذا أقول ولا أسأل فحديث روحي لنفسي الامارة باالسوء صحيح لا لبس فيه...
سبحانك ربي خلقتني وتعلم مافي نفسي , تتحمل فجوري وتقواي لا لشىء
إلا لانه صبوووووور على عباده...

الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

اهلا رمضان

تقترب الايام المباركة و تكاد تشعر بأجواء مميزة تنزل على الكون, يطوق كل مسلم للغفران , يجتهد كل عاصي في كبت شياطينه ليبدو أحسن صورة في عيون ربه ويجتهد كل تقي في زيادة تقواه و ربما يظهر كل مدعي التقوى أنه شيخ هذا الشهر وسيده.
تتزاحم المسلسلات على الشاشة أمامي ويتسابق النجوم للظهور أمامي على الشاشة , تتراكم عيناي باعلانات الطعام وكأن رمضان ينذر بمجاعة وشيكة.
وكما يجتهد الناس في شراء وتجميع كل السلع الغذائية والسلع الرمضانية , يجتهد الناس في تجميع درجات اللازمة للجنة بكل منافعها...
فمن يتباري في تجميع الحسنات والدرجات يكبت سيئاته وآثامه ليجتهد في رمضان , وكأن ما نفعله في رمضان لا يؤثر علي باقي أوقات العام...
ومقدار شحذ الطعام يوازي شحذ الحسنات....تمتلىء المقاهي بطالبي الكيف الخرمانين نهارا يسهرون يشحذون كل مقادير الكيف ربما ليكترونها نهار رمضان...
تكثر الشجارات للمدخنين وشاربي الحشيش , يجتهد غالبية الشباب لغض البصر وإن يفشل بعضهم ويبني مرافاعتهم أن زي البنات هو السبب....
تأتي تلك الايام بذكريات رمضان 2008 عندما كنت في الاراضي المباركة مكة الحبيبة والمدينة المنورة.
تعود بقوة صورتها الجميلة المهيبة ...أحب ماوقعت عليه نظري.
يلتف حولها الناس في سلام نفسي عجيب ,بهدوء لا يقطعه الا صوت دعاء أو نحيب خاشع من بعثات تركية أو صينية أو روسية لانهم لا يجيدون الا عربية القرآن والدعاء فيردد مطوفهم ويرددون وراءه فيستمع الطائفون..
تقف كعبة الرحمن في شموخ وشمم وحنو تشع هيبة وبهجة غير مسبوقة ,تقبع تحت عرش الرحمن في أرضنا الشقية بنا , ليجتمع عليها العباد من كل الصنوف والطبقات والجنسيات.
عندما وقعت عيناي عليها أول مرة شعرت ببهجة لم ولن أشعر بها من قبل, الحب الذي شعرت به نحوها يختلف عن أي حب شعرت به من قبل ....
رغم أن دولة الاراضي المقدسة دولة قبلية غير انهم يسخرون الامكانات المتاحة والغير متاحة لخدمة المعتمرين والحجاج ,أصحاب الخير من أهل البلد يهرعون لخدمتك رغم خشونة طباعهم الفطرية غير انهم يبغون رضا الله وهو رب القلوب.
ورغم انهم يربحون من وراء الطقوس الدينية هناك غير انني أؤكد أن دولا أخرى لم تكن لتفعل نصف مايفعلونه لو أن لديها تلك الاماكن المقدسة المحببة الى النفس وتلك الامكانات المادية..
لحظة الافطار هناك , تتجلي فيها روحانيات لن تجدها سوى في رحاب كعبة الرحمن الحبيبة الي النفس,فالسوداني يجلس جانب الشامي ويناوله العراقي ماء زمزم ليوزعها عمن حوله و يناول الأمريكي الروسي البلح ليكسر صيامه وتتكىء العجوز التركية على يد المصرية لتقوم وتقف لتتسلم الخبز الطازج التي توزعه السعوديات المتطوعات من أهل البر وتقوم بتوزيعه على كل صائم وصائمة , لا يفهمون بعضهم البعض بل يجتمعون على الابتسام ومفردات " الآذان , الاقامة , الصلاة , حديث , سحور..الخ" .
تذوب الشعوب في بوتقة واحدة في ترديد وراء كلمات الآذان العالمي...
في كل صىة تجد أفواجا بيضاء تهرول من كل فج عميق وتغلق المحال أبوابها بالقوة وباللين أيضا للصلاة فوقت الصلاة مقدس , رغم يقيني أن التدين لا يأتي بالقوة ولكنني أحترم تقديسهم لوقت الصلاة والله رب قلوب..
المدينة المنورة يقل فيها الشعور بالأجواء الرسولية المحببةفعلي عكس مكة التي تستشعر بعبق الصحابة النبي ( ص) ولكما سرت فيها تتذكر متسائلا هل سار النبي هنا ؟ هل داس على تلك البقعة؟؟
بينما المدينة تشعر انك سائرا في مدينة متحضرة تشع نهضة وتنورا خالية من أي ملمح من ملامح القدم والاصالة فتجد المدينة متطورة راقية مخططة ومحددة الشوارع كمدينة جديدة بنيت بالامس...
يختفي الخشوع تماما عند زيارة قبر النبي (ص) من زخم التدافع وتحايل المصريين للزيارة اكثر من مرة ومس الحديد المحيط بالقبر....
وللاسف تشعر بالخزي عندما تري سلوك المصريات البسطاء عند قبر النبي وتقارن بينهم وبين بعثة الايرانيات أو الصينيات أو الاتراك رغم انهن انهم بسطاء لكن التحايل المصري لا يوجد مثله في أي بلد
كل ما سبق لا شىء حينما سمعت زغاريد المصريين عند تحرك السقف الصناعي ...سقف المسجد يتحرك عند بزوغ الشمس وهذا يحدث يوميا دون تهاليل مصرية بمعجزة السماء....
تتدافع الذكريات الجميلة الشجية والمضحكة لتحفر بوجداني وذاكرتي رمضان لا ينسي ....