الجمعة، يونيو 20، 2014

الوصال

ضحكت حينما سألتها باندهاش  لماذا تصلي؟؟
ابتسمت كأنني امتدحتها بشىء طيب!!!
قالت لي انتي تتحدثين مع صديقتك أو حتى صديقك أو من تحبين كم مرة في اليوم؟
قلت لها ثلاث أو أربع وربما أكثر .... ومالعلاقة؟؟
جاوبت والابتسامة تتسع أكثر ....
الصلاة هي الصلة, تواصلك مع ربك الذي خلقك ووهبك كثير من النعم التي ترينها و تلك التي لا ترينها ولايزل يهبك
انتي حينما تصلين تتصلي بربك وهو يريدك الاتصال به خمس مرات لانه يحبك ويريدك على وصال؟؟؟
كيف تكون الصلة هي الصلاة بطقوس محددة وزي محدد ؟؟؟؟
الزي احتراما وتقوى للخالق عز وجل
الصلاة كمكالمة التيلفون تبدأيها بتكبير لله وكأنك تمدحينه , تقرأين الدعاء فالفاتحة أشبه بالدعاء
وتقرأين سورة من كلام الله لانك تقولين له أنا أحفظ كلامك
تركعين له عز وجل احتراما
ثم تسجدين له وهو الاعلي زيادة فى التوقير ودرءا للكبر الذي هو أكبر خطيئة
وتنهين المكالمة بالسلام على الجميع
"
التحيات لله والصلوات والطيبات , السلام عليك أيها النبي ورحمه الله وبركاته ,السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"
ثم نأتي للصلاة والسلام على جميع الانبياء ونسلهم
"
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم.... الي آخر التشهد "
ثم تسلمين على الله وملائكته
أليست تلك متشابهة ومكالمة الوصل ؟؟؟
الصلاة صلة العبد بربه ,ففي المسيحية مثلا  يتواصل العباد مع الله سبع مرات في كل مرة تكون مكالمة الوصال كالآتي :
تبدأ الصلاة بنفس الوتيرة (صلاة الربانية ) بمدح الخالق  وتقديسه ثم صلاة الشكر
" صانع الخيرات , الرحوم  الله الذي سترنا  وأعننا...الخ"
ثم بعد ذلك  يتلو صلاة استغفار على غرار  استغفار نبي الله داوود  يخشع فيها المصلي
ويطلب الغفران والتطهير من الذنوب " اغسلني كثيرا من إثمي  ومن خطيئتي طهرني" ويتضرع إلي الله عما يتمناه وذكر بعض من أيات الانجيل ثم ينهي  المكالمة –أقصد الصلاة- بصلاة ربانية مرة أخري للتأكيد على مدح الخالق وشكره. كما أن هناك صلوات صغيرة  قبل النوم تمجد الخالق " قدوس قدوس الله"
أليس من اليهود من  يتدينون بمكالمات الصلة مع الخالق الواحد الاحد ويقدسونه حق التقديس؟!!
يتواصل اليهود والخالق ثلاث مرات  في الصباح وظهرا و عند غروب الشمس , وفي أول الصلاة يبدأون بشكر الله وتقديسه أيضا ثم يقرأون من سفر التكوين ومن التوراه , ثم يطلبون  مايطلبونه ويؤكدون على توحيده كما أعلنوا  ولاول مرة أيام حكم الاغريق في القرن السادس ق. م
وفي يوم السبت يكون التواصل الاكبر (السبت تعني الراحة باللغة الاغريقية)  ويشكرون الله ويقوم رب الاسرة باقتسام الخبز والشراب مع أسرته كرمز  لمحبته لاسرته وتأكيده على شراكة الاسرة له  في الطعام والشراب ثم تصلي الاسرة جميعا كما  وكأن رب الاسرة  يناول سماعة –التيلفون او بالاحري سماعة التواصل   لكل فرد من أفراد أسرته ...
ابتسمت صديقتي بسماحة قائلة وسط ذهولي عن جانب لم أدركه من قبل قائلة: 
إن الله يريد بك خيرا وهو غني عنك لانك الاضعف والاقل ...إن تبقين على الوصال فانك تكسبين وهو لا يكسب
إن تبقين على الصلاة  فذلك  لعلك تتقين يوما ما ....وإن لم تتق وتغير الصلاة مافي خلقك وروحك فإنك تخسرين وهو لا يخسر.
لم أعرف ماذا أقول ولا أسأل فحديث روحي لنفسي الامارة بالسوء صحيح لا لبس فيه...
سبحانك ربي خلقتني وتعلم مافي نفسي , تتحمل فجوري وتقواي لا لشىء
إلا لانك الصبوووووور على عباده.
اذا بقينا  جميعا على الوصال بخالقنا لن يقطع وصالنا ببعضنا   البعض فما يميزنا عن بعضنا البعض سوي بالتقوي وفي ذلك فليتنافس المتنافسون....