السبت، مايو 03، 2014

اللي بيربط غير اللي بيحل



حينما كنت طالبة بالمدرسة دعتني يوما المعلمة للوقوف علي الفصل في غيابها ، فحرت يومها وكان علي ان اختار بين السيطرة من جهة والمرونة والحريةمن جهة اخري...
جربت الحرية الكاملة لزملائي الطلبة فجروا تاركين الفصل ومن   مكث منهم  بالفصل اخذ يتحدث  بصوت عال  مما ازعج باقي الفصول المجاورة
اما البعض الاخر لعب فرحة بالحرية واللعب استدعي الحركة والحركة استدعت مناورة والمناورة اي ركض بين المقاعد في الفصل...
حينما تدخلت للحد من الفوضي  لم يلتفتوا الي ...
عند صياحي للمرة الثانية منبهه ان الحرية لا تعني كل تلك الفوضي و الضوضاء التفتوا الي لائمين...
و قوبلت  بلوم من صديقتي التي تجاورني والتي كانت خارج الفصل وحينما اتت
قالت لي :الكرسي بيغير بسرعة اوي"...
حاولت التوازن واسترضاء لراغبون في اللعب والراغبون في الحديث  مع بعضهم لبعض وحتى الراغبون في النوم او عمل واجب متأخر وربما القراءة( ايامنا كانت القراءة فلاش ورجل المستحيل او عبير )
لكن التوازن صعب ومتعب ...فغضبت من عدم القدرة علي ارضاء الجميع والمحافظة علي النظام وتنحيت....
جاءت المعلمة لتجد الفوضي عمت المكان تماما وتجدني معتزلة فبررت لها
"ياميس محدش راضي يسمع الكلام "...
فابتسمت ساخرة لائمة بأن العيب في
وبأنني ينقصني مهارات السيطرة والقيادة ، وبأن ضميري الذي لم يسمح لي بأن اكتب اسماء زملائي من الخارجين علي النظام بعد ان اعدهم بالحرية -لم يستطع ان يصنع نظاما بالفصل...
ونعتني معلمتي بانني لا اتحمل المسئولية حينما تنحيت ولم احاول لسيطرة علي الموقف ...
تذكرت هذا المشهد الان بعد مرور اكثر من عشرون عاما  وقد فعل مثلي الكثيرون  من اصحاب الضمير الحي والصادق..
كما تذكرت حينما وقفت زميلة اخري بالفصل  اعلنت ان اي تلميذ يحدث فوضى او يسبب ضوضاء بالفصل ستكتب اسمه ليعاقب من المعلمة واخرجت الورقة وبدت مستعدة لكتابة الاسماء .
فلما تجاهلها بعض الصبيان كتبت اساميهم جميعا ولما شاغلتها بعض البنات بالحديث بدت متيقظة رافضة الكلام لاداء المهمة الموكلة لها..
وكانت النتيجة الفصل هادىء نسبيا ومحكم السيطرة ،فجاءت المعلمة فارجة اساريرها وصارت الزميلة مديرة صغيرة حازمة خصوصا حينما تمت معاقبة الزملاء المكتوب اساميهم بالوقوف  لحصتين متتالتين بل و صارت تهدد المعلمة ايانا بان تخرج وتجعل لزميلة تقف علينا ...!
ولغريب انني -اثناء وقوف الزميلة علي الفصل -كنت اريد بشدة لخروج عن النظام المفروض وكم كتب اسمي في الورقة المأثورة ...
ما السر اذن ؟!
يختلف كرسي الرئيس عن المرؤوس كثيرا والتوازن بينهما معادلة صعبة ...
القدرة علي امتصاص الميل البشري الطبيعي ولغريزي لخرق ا لقوانين تضعها القوي المسئولة بالدولة او الشركة او الفصل بالمدرسة حتى- فن قد لا يجيده الكثيرون .
قد تلعب دور الرئيس في رأسك ان كنت مرؤوسا في الواقع لتتخيل ماذا يشعر
ولابد من لعب دور المرؤوس في رأسك إن كنت رئيسا في الواقع...
وان تمسك كل طرف بدوره فقط يتوتر لجو و تذاب الوعود ويولد الشك والتحفز وربما التربص...وربما
التمرد..
الوقوقف علي الفصل او حتى علي الدولة قد يجعل مني زاهدا لانني زائلا ولكنني  قد اضع اساسا يكمله غيري ممن يكمل ما بدأته في منظومة وطنية كاملة هدفها النهوض ببلادنا او بفصلنا او بشركتنا...
لكن...
ماذا عن المرؤوسين؟ امالهم؟ طموحاتهم؟ توقعاتهم؟
ماذا عن تصرفاتهم ازاء كل قرار وقدرة رئيسهم علي ان يرضيهم ويضبط لهم حياتهم  ...
اسفة علي كل هذا الهراء الذي اكتبه ربما اكون مخطئة ...فقط تذكرت كل هذا اثناء محاولتي لفك "دوبارة "
تلك التي كنت عقدتها باحكام وامعنت في تعقيدها لزوم الربط...لكنني هأنذا يتغير طبعي واصبح عصبية ومقاتلة حينما احاول  حلها....