الخميس، مارس 12، 2015

ابنتي الحبيبة

سامحيني ياحبيبتي....
سامحيني يا ابنتي..آسفة انك لم تعجبك حياتنا 
صدقيني في طيات دموعي كنت فرحة لانك نجوت من حياتنا  الشقية  فليس للارض مكانا للملائكة ...
كنت اشعر بكل لحظة كبرت فيها داخل رحمي وكت اعلم انك تسمعيني و تركليني و تغيري وضعك ...هل تعلمي يابنتي الحبيبة كيف اشعر بآدمي ينبض قلبه داخلي ثم يخرج للدنيا ويصير رجلا او امرأة  ثم  تموت هذه المعجزة
امامي بعد خروجها لدنيانا بساعات....؟!!!
كم حلمت لك بمناخ سعيد وتربية مختلفة واجتناب ماكرهته بتربية امي لي وابي لي...
كم حلمت وكنت انانية في اغلب احلامي ببساطة لاني اشعر طوال الوقت انك ملكي....ألم أقل لك انني اشعر بنبض قلبك ينبض داخلي؟! 
في ظلمات ثلاث نمت وتحركت وكنت اشعر بالالم  المحبب الي قلبي وفي تحركاتك اتألم لأطمئن  انك حية يرزقك الله بداخلي....آه يا نفيستي انت الان حية ترزقين في عالم آخر...
كم اشعر بوخزة قلب ام كل شهيد ....نبض قلبه داخلها وخرج منها ليكبر و يروح ويأتي ويصير رجلا ثم يموت فتحضر جنازته وتفتقد هذا القلب الذي  كان ينبض ....داخلها
انت منى فكيف يموت جزء منى واظل كما انا اضحك وابكي وامارش الانشطة الانسانية...
مهما احببت اي شىء حبي لك لا يوصف يا ابنتي...
سامحيني لاني اردت لك الحياة وبشدة هنا في تلك الحياة..في هذا المجتمع الشرقي القاسي علي المرأة 
سامحيني لانني حلمت لك بتعليم جيد في دولة لم تكتمل العملية التعليمية بها بعد
سامحيني لانني حلمت لك بحياة آمنة دون ان يجرحك مجتمع او يشعر ابيك بانك عورة...
سامحيني لانني حلمت لك بحب كبير و رجل لا يجرحك ولا يحملك ما لا طاقة لك به
سامحيني لانني حلمت لك بان تكوني سيدة في كل مكان تكوني به ومع ذلك تكون السيادة لرجل..
اهنئي حبيبتي الان ، فأنت في دار الحق 
اطلب لي  لنا الرحمة ، اطلبي لي الصبر علي فراقك ..
كم تعلقت بك منذ ان كنت طفلة وحتى صار نبضك يدب في ...فإدعي الله ان يربط علي قلبي فأنت له ملاكا تابعا...
كم حلمت ان تكوني جميلة حتى تقتنصي حقوقك وتنتزعيها بسلاح الجمال 
كم حلمت بان يمتلأ عقلك ولا يعبئه احد غيرك ولا يوجهه رجل تحت اي ظرف ولا يوجهه آدمي ولا مجموعة من الادميين تحت اي ظل..
اه يا حلوتي ...كم  حلمت لك بالكثير لكن غالبا الله اختار لك الحياة الاعلي بدلا من الحياة الادني ...سامحيني انني حزنت لذلك وبكيت كما لم ابك من قبل في حياتي
ولازلت...