الجمعة، أكتوبر 13، 2017

نطفة الامل

جالسة هي علي مقعدها الاثير سارحة فيم أتي وفيم سيأتي
دائما هي تسير نحو هذا المقعد في الركن المظلم في الحدود مابين الصالون وغرفة المعيشة
بعد أن تنغمس نفسا وروحا في اعمال المنزل التي لا تنتهي , تتجه نحو الكرسي لتسرح  , في حالها
اعتادت أن تخلص في الاعمال المنزلية هربا من واقع زوجي أليم
بدايات الزواج الاولي أسفرت عن انقشاع للوهم , رجل يظهر بمظهر الواثق والقوي ومنصبه الهام فيتضح انه ضعيف الشخصية متردد 
متردد في كل شىء حتي في الفراش بارد غير حميم ولا رحيم ولا حاني
ما يأتي في الفراش ينعكس علي كل شىء
اذا كان الله قد أمر الناس بالزواج والاشهار به فقد اتخذ البشر من عنصر الاشهار ورقا نضعها في وجه المجتمع لذا هناك  زيجات حرام فعلية وحلال شرعا وفقها وسليمة قانونية
الحرام أن تعيش معه تحت وطأة أي شىء
تواجه البرود الجنسي الشبه العاجز وسوء الأداء في الفراش مع الشخصية الضعيفة المترددة بالانغماس في أعمال المنزل والتفوق في عملها  بدلا من الغضب الذي لا طائل منه او الطلاق والعودة الي بيت أمها حيث  معاملة الحكومة للمصريين
ما كان منها الا محاولة الانجاب في اللقاءات القليلة البغيضة علي النفس  حتي يتجسد مكسبها علي رجلين يجري ببراءة نحوها سعيدا تملأ ضحكته المكان
ككل امرأة تفشل في الزواج فتنجب الاطفال فتمتلىء مصر بنواتج التعاسة
يتجسد الحلم في اجهاض متكرر او طفل لم يكتمل النمو , مضغة مخلقة تأخذ من صحتها وأعصابها وتنحت من جدار الرحم أحلاما نقية كانت يوما خضراء مرتبطة برشدي أباظة أو أحمد مظهر 
بحكم التربية كانت تدخر جسدها للزوج المنتظر , لم يسمح لها أخوتها الذكور الارتباط أو التفكير في الارتباط الا في أحلامها
مع تعدد الاجهاض وغمز ولمز أهل الزوج المتردد الضعيف أصلا يتصاعد البخار ...ز
وفي لحظة ما بين اليأس والرجاء تتمني أن يرتب لها الاله اختياراتها فيجبرها علي الانفصال فترفض أن تأخذ علاج كما تحاول ان تمتنع عن  الزوج 
وفي لحظة لطف نادرة منه استسلمت لنطفة منه غير عابئة غير متمنية أن تصير عوضا لها غير عابئة بحقن تثبيت الجنين
 فكانت كلمة الاله وجاء الجنين ليثبت وجوده ويجسد حلما يعوضها عن ظل الحائط
يكبر وتمر ايامها بلا روح لطفل آخر أو روح للعيش كمتزوجة 
تنغمس أكثر في الالاعمال المنزلية حتي تنام مرهقة وتنغمس في العمل أكثر وأكثر لتنام مرهقة فما أصعب الليل علي امرأة خاب حلمها 
سفر الزوج المتكرر يخفف من وطأة الاحباط والابتعاد عنه راحة
هل هذا الزواج فعليا حلال ؟ لا تعلم
كلما انغمست في الاعمال المنزلية وزادت وسوستها زادت حدة المشاجرات معه مع بروده ونفورها تمضي وتمضي بل وترفض نطفة أخري حتي لا يكون الابن وحيدا فتبرر حتي لا يبتعد عنها بخدمة وطنية أو خلافه

يكبر الابن فيبتعد وينغمس في المسار الذكوري الطبيعي بعيا عن البيت وكلما كبر كلما قلت القيود عليه 
حتي يحين التخرج والاعفاء من أي خدمة فينوي الرحيل والهجرة من بلد تطرد أجمل من فيها 
هنا تنهار كل الاحلام وتتداعي كل ما سبق
أبعد كل ما سبق  ترحل هكذا نطفة الامل ؟!
أبعد كل ما قاسته وهي كالارملة المتزوجة المظللة بظل رجل يرحل الابن لتواجه الزوج في النهائي؟!!
وماذا عن التضحيات ؟
وماذا عن حالة الطلاق الصامت ؟
وماذا عن تفضيلها الانجاب عن السعادة؟
أتبصق في وجهي يا نطفة الامل الذي عشت له ومن أجله؟
تتجلط دماؤها فتتيبس أعصابها بعد أن يرحل الابن عنوة ليظل الزوج عاجزا عن التصرف كعهدها به 
يشعر الابن بالحنين فيعود ليري أمه فيصل بعد أن تكون ارتاحت الي عالم أفضل حيث تنصفها المقادير 

الخميس، أغسطس 17، 2017

جولة بين الموتي

ظلام في كل مكان
غيبوبة اوغياب عن الوعي وكأنك تغيب عن الوعي لكنك تري

قوة تصعد بك الي أعلي لا تراها لكن تشعر بها
ما أصعب ان لا تعرف
المجهول عدو والعدو يفرز كذب والقوي من لا يكذب ولا يبرر

استقرت رحلتي الي حيث مجلس مزدحم لا أستطيع ان اميز 
الاشخاص , كالاشباح هم يتحركون سريعا وببطء
الرؤية ضبابية الا من أردت أن اراه 
ورأيته يجلس مبتسما يأتيني من بعيد ببسمته المميزة
لم أره في الحياه الدنيا رغم انني تمنيت أن أراه دائما 
تشوقت للحديث اليه تقدم مني وكأنه يعرفني
سألته عما يفعل هنا ؟ وهل هو سعيد؟
سألني انه يشعر بالقلق لسبب يجهله فقد مات وهو يغط في نومه لكنه نام علي قلق وتوتر
فأخبرته إنه كان في حياتنا الدنيا زعيما وان سيرته لم تمت رغم كل تلك السنين 
وجدته لم يدر كم مر من السنون لكنه سأل بشوق عن مصر وكيف الناس يعيشون ؟
فتعجبت : ألازلت تحب الناس فأحبك الكثيرون , أخبرته ان جنازته هي الاضخم والاكثر حضورا في تاريخ الامم
فضحك كثيرا بأسي ثم سأل بخوف وهل انتصرنا ؟
أكدت اننا انتصرنا ثم سلمنا وان من عينته نائبا قد تخلص من أشباحك ليحي ما خشيت علي مصر منهم
وأن الصناعه الوطنية تدهورت وصرنا منفتحين الي الان 
قام غاضبا مغاضبا كأنه يبحث عن شخص 
فاخبرته ان نهايته كانت علي أيدي من أحياهم وان أول فتنة بين قطبي الامة كانت في عهد من عينته نائبا 
سألته لم ترك الحب وأخد الأسي؟
والأسي قد جلب أسي وكان سلف سلفه امتدادا له ,يخشي الملفات فلا يقرأها ويخشي القتل فيهادنه 
وقامت عليه ثورة فتنحي بهدوء وهانحن تحت حكم من أعدمتهم ولم تمت أفكارهم قد حكمونا
وجاءت ثورة لتصحيح ما حدث فعاد الحكم ذو الخلفية العسكرية مرة أخري
سأل عن الفقراء؟
فأجبت انهم ازدادوا فقرا فحزن وقام يبحث عن شخص وتركني
واختفي
نسيت أن أخبره ان حكمه الان يلعن وان ابناءه قد أغتنوا وحالهم  ليس علي ما تركتهم لكنني لم أستطع

سمعت طربا لاصوات متعددة جميلة وعزيزة الي قلبي ومألوفة,تتبعت الاصوات حتي حجرة دخلت فوجدت كنوز الآخرة والدنيا 
انهم يتغنون ويتغنون وكأنهم يصححون ما كانوا يغنون
جلست وسطهم سعيدة مبتهجة ولم أرد أن أخطرهم ان هناك من  يدعي انهم سيلقون جزاءا سيئا بما غنوا وهل جزاء الغناء الا الطرب والخلود ؟
طربت هنيهة عسي أن أجد شخصا آخر  
 



 

الجمعة، يوليو 14، 2017

18 يوما

اجلس الان بشقتي الواسعة العريقة أتشمم رائحة التاريخ الممزوجة برائحة العطن والصرف الصحي الذي يريد ثغرة حتي يطفح...
أختنق برائحة شقة أكل عليها الدهر وشرب ومايزال الامل هاجسا بين طيات جدرانها العريقة, لقد فسدت..
علي أن أنظفها قدر استطاعتي..
كنت في الماضي أغدق علي جيراني العطايا والهبات حتي نزلت علي جيراني ثروات وهاجم الفقر شقتي ودك الزائل بها وترك ما لا يقدر بمال ...
فصرت أطلب باستحياء احيانا من جيراني ما يساعدني علي المعاش رغم ما امتلكه من كنوز لا تقدر بمال ..
اولادي كبروا وصاروا لصوص يبيعون ما لدي دون ان ادري , يخربون ما أحظي به , ويتركون ماربيتهم عليه ليصيروا مسوخ تأكل أي شىء أزرعه..
أين فداديني الخضراء التي وزعتها عليهم ؟
أين هي يا اولاد ؟
لقد جرفوها  ليشتروا بها ثمنا قليلا ,وبعضهم صار ينام ويصحو علي مكيفات تطلق دخانا يغيب ما تبقي من عقل, فانتحر المنطق..
علي أن أنظف وأطهر...
باعني ابني لثري  من جيراني فمص دمي ودماء بناتي وفض بكارتهن وهرب تاركا اموال شرب ابني بها مكيفا يصدر دخانا يغيب ما تبقي له من عقل فانتحر منطقه...
دخل بعض اولادي في حلقات تنأي بهم عن الواقع وتعدهم بحور عين ابكارا متجددات بيض كالدر المكنون مع شقق وفيلات تطل علي انهار من لبن وخمر وعسل , رغم ان الخليط عجيب ويوحي بمجتمع مريب بجنة يلصقوها بالاله العادل الرحيم لكنني ارتضيت لالتزام اولادي وآثرت حبهم لله عن القلق بشأنهم ..
فكان التزامهم بطقوس الله فقط وانتماءهم وتدينهم لزعيمهم , فانتحر المنطق !
حرص بعض جيراني علي أن يجعلوا من ابنائي تابعين لهم ايديلوجيا-بتبعية المال- فحاولوا مسح هويتهم وزيهم وعاداتهم تحت عباءة الدين فاتبعهم اولادي حبا لله ,فاتضح ان الله يحبنا  بكل الواننا وانواعنا..
حرص من هم بلا تاريخ أن يشتروا تاريخي فاتبعهم اولادي الذين لم استطع تعليمهم جيدا..
علي تنظيف وتطهير كل هذا...
يوما صحوت علي مشهد احد اولادي ممن ارتدوا ملابس رسمية بغرض حماية المنزل يفتك بأخ له صائحا سابا ,شاتما ولاعنا الدين والام والشرف..
كان كابوسا كما اعتقدت وحاولت الاصلاح بينهما لانهما أخوة فابني ذو الزي الرسمي يتعالي علي كل من في المنزل حتي انا وابني المعتدي عليه يصرخ:
" انه ليس ولدك انه عمل غير صالح"
بت أصحو كل يوم علي نفس الكابوس وان يعتدي ذاك الابن الرسمي الزي علي احد اخوته حتي صار واقعا متكررا ومع تكراره صار اعتياديا ومع الايام والشهور صار جزءا من حياتنا أن يفتك هذا الابن باخوة له..
استفحل المشهد وقتل الاخ ( ذو الزي الرسمي ) أخيه ...
صار للقاتل جمهورا وللمقتول جمهور وانا بينهم...
علي أن أنظف المنزل جيدا ومن العمق..
صحوت يوم عطلة رسمية لأنظف وأطهر البيت مما علق به واحاول استغلال ما أمتلكه ولا يقدر بثمن ولا يدرك اولادي قيمته ويعتزمون بيعه..
منذ الصباح الباكر الباكي النقي البارد قليلا فتحت النوافذ وأزحت التراب .
يعترض احد الابناء( ذو الزي الرسمي ) صائحا انني أتسبب في فوضى !
كانت طبقات التراب كثيفة ومدوية سببت غبارا كثيفا أثار انتباه من حولي وبت محل مشاهدة جميع العمارات المجاورة..

 لكنني شرعت ولن أتوقف.