السبت، أغسطس 18، 2012

الواجب

بين الحق و والواجب ظلال و درجات عديدة ...
رغم ان السن تقدم بها وبدأت تعاني وتتقابل مع تشوهات الفكر المجتمعي متمثل في اعراض
" ربنا يكرمك يا حبيبتي انتي و فلانة اللي هي .......ز
عقبالك بأة " ....المضحك ان عقبالك لا تعني بقدر ما تعنيه "بأة " التي تعقبها

وفي أفضل صوره " هي الرجالة اتعمت " !!!!ز
وكأن الكرم من الله يتجسد في صورة زوج وزيجة في سباق محموم نحو زوج وجهاز ( يتضمن طقم خشاف ) و اولاد غالبا الاسم جني او يوسف
وكأن الفتاة التي تقف وحيدة يجب أن يكون لها مرافق لتكون هي مرافقه وتابع له ..........!!!ز

في وسط تلك الاجواء و غضم هذي الافكار والمفاهيم بات عليها أن تتلقي من كل شخصية بغيضة او لطيفة مرشح -ليس رئاسي - بل مرشح للزواج رغم ان المرشح الرياسي و الزواجي لا فارق بينهما الكثير من حيث الوعود و اساليب الاختيار و النتيجة غالبا

بات عليها أن تقبل ولا تضع شروط ومعايير لان الزمن هو الحاكم والفتاة الثلاثينية لا يجب ان يكون لها مطالب فئوية في الزوج بل ولا لها حقوق فالزمن يحكمها وهو عدوها اللدود والاسعار تقل مع تقدم الزمن  و لا عزاء لمعايير اسرة كنواه للمجتمع وشريكين حياة يساويان مجتمع صحيح - في وسط كل هذا أتي المرشح الزواجي مثل من سبقوه وجلس يعاين ال " عروسة " ويتحدث مفاخرا بوظيفته وكأنه لم يتعد الخامس والاربعين
وكأنه  وسيما
وكأنه ليس اصلعا
وكأنه  ليس خالي من عوامل الجذب
وكأنه ابن العشرين - تركي الملامح -  راكنا حصانه الابيض في جراج المنزل

وبدأ الحديث بينها مرتبكا من جهتها و سلسا من جهته و بعد انقضاء الجلسة , أعجب العريس او المرشح بالعروس رغم عيوبها

ماهي عيوبها ؟
انها ثلاثينية وتعمل ومثقفه و متوسطة الجمال و قوام ممشوق و ظاهرها التقوي كما يقتضي مجتمعها

اما هي - محملة بكل ضغوط الاسرة المعنوية لم تكن لتعرف أين رأيها في وسط معطيات كهذي :ز

انها ثلاثينية و فرصها اقل في الحصول على " رجل " ز
اسرتها لا تضغط عليها مطلقا ولكن الضغط المعنوي الذي تشعره وتتنفسه في ملامحهم و تنهداتهم و ايماءتهم
وتقرب الاب والام الي الله
لا يجب ان تختار بعناية جيدا لان السباق بدأ و الوقت والزمن عدوها اللدود لذا فهي عمليا:ظ

لا يجب ان تنظر  لوسامته المنتفية تماما
ولا لصلعه
ولا لعمره الكبير
ولا لنفورها منه بشكل عام

لان الرجل لا يعيبه شىء في مجتمعنا المرموق , كما  إنه سينقذها من اشباح العنوسة الضاغطة على نافذة ايامها
فلم لا ترد الجميل؟!!

بات عليها ان تفكر في ظل تلك المعطيات واهم عنصر فيها انها اذا رفضت هذا الميسور الحال قد لا تحصل علي غيره
بدأ الترقب في عيون الاسرة " عجبك ....؟""و

صمتت وترددت واومأت برأسها ..........وعمت الفرحة البلاد
هذي ليست النهاية السعيد ة  بل اكثر المواقف الكوميدية التي قابلتها في حياتها
هل بناء اسرة وعائلة يحدد من مقابلة واحدة مصيرية ؟
وهل اذا كانت اجابتها ب " لا " فكيف  سيكون رد الفعل ؟

انهم لم يسألونها وافقت  على اتمام مشوار الرياسة - أقصد - الزيجة استنادا لأي سبب

بينما  لو كانت رفضت كانوا سيحاصرونها بالاسئلة  والاتهامات بأن هناك شخص اخر
و انها تتعالي بشكل مبالغ فيه وبأنها
وبأنها
وبأنها

اما اسباب القبول فلا يهم ان نعرفها ....وكأن هناك اعتراف ضمني انه لا يجب أن تتأني لان الاصغر سنا قد تزوجن
وهل هذا السبب ؟؟
نعم إنه

مع مرور الايام الثقيلة و استمرار مشاعر النفور منه والشعور المتلازم بأنه لا يملأ عينيها وبأنها تستحق ان تنتظر فتي الاحلام
حتى لو ليس له مقاييس بل ستتعرف عليه حينما  تجده

فاجأها القدر بحادث سير مروع للخطيب قبل ان يكون خطيبا رسميا , وأسفر عن عجز قد يطول امده عن السير
فهل ترفض الاستمرار ؟
أم أن الواجب يقتضي بأن تقبل العيش معه  في السراء والضراء وأنها كانت قد نفرت منه وهو صحيح فمن الخسة ان تنفر اكثر لو كان عاجزا

العجز هنا عن السير وليس عن الاتيان بالواجبات الزوجية او الانجاب فياله من مأزق !!!!ز

انقسمت الاسرة ما بين الاكمال و عدم استكمال مشوار الزيجة وفي العيون شفقة و شك أن هناك سحرا مضادا للفتاة التي لا يعيبها شىء

اما هي فمشاعرها قد وضعت في دوامة من المشاعر و المششاعر المضادة ... ما اصعب الاختبار ياربي !!!ز

لم يكن هو فتي احلامي  و لن يكون ولم اكن فتاة احلامه التي يبدي نحوها انجذابا فقط لانه قد كبر ويجب ان يستقر
فهل الابتلاء يفض الناس من حوله ؟ وماذا لو كان ابتلاني الله ماذا سيكون موقفه ؟؟

لم تسأل ولن تسأل لان " سعر " الفتاة غير ال " رجل " في مجتمعنا المشوه اجتماعيا

قررت أن تعادي قيمها و الشعور بالواجب وأن تعتذر له عن استكمال الزيجة مصحوبة
بالاحساس بالذنب ومنتظرة ابتلاء يأتي لها من حيث  لا تحتسب  يعوق زواجها على نحو مطلق

أحضرت المحمول وهمت ان تطلب رقمه ..............ولم تقو .... !!!
شجعت نفسها وطلبت الرقم

" ازيك
عامل ايه ؟؟؟
كنت بطمئن عليك بس ......طب كمل نومك مش مشكلة

أنهت المكالمة فانسكبت دموعها