الخميس، ديسمبر 30، 2010

اجمد عشرة في الالفية الثالثة

توشك العشرة الاولي من الألفية الثالثة على الانتهاء بعد ساعات ..

وستمر بنا إلي جسر العشرية الثانية من الالفية الثالثة الممتلئة بغضب الطبيعة، التى يبدو انها لن تهدأ.

استقبلت مصر هذه الالفية بحفل للموسيقار جون ميشيل جار، والذي لم يعرفه من المصريين سوي قلة قليلة منهم وزير الثقافة خالد الذكر فاروق حسني، والذي تعرض خلال تلك العشرية الأولى للكثير من الكبوات ..

و لكنه اجتازها كلها بنجاح مادام في حكومة الحزب الوطني الخالدة.

كبوات بدأت بفشله في الترشح لمنصب اليونسكو، ومرورا باستقالته و حبسه لصديقه بتهمة الاهمال في أمن المتحف المصري، وسرقة لوحة الخشخاش ... ليظل قابعه فوق كرسيه ولو كره الكارهون.

وقطعا استقبلت مصرنا الحبيبة الالفية الثالثة بالحزب الوطني، وهاهي تودع عشريتها الاولي أيضا بالحزب الوطني ... وبنفس الوجووووووه "المستقرة" المصبوغة الشعور و الخالدة التجاعيد والمتهالكة الأطراف، مع قليل من الوجوه الشابة.

تسبب نسف برجي نيويورك فى عام 2001 في ردود فعل متباينة بين شماتة و دهشة وتوجس، وكأن هذان البرجيان هما حجر الزاوية للسلام العالمي، فقد شحن "الفاتح" بوش بطاريات دولته، واعلن عن محاربة الارهاب، الذي يقال انه لم يمس أي يهودي عامل بمركز التجارة العالمي – ربما لانهم "شعب الله المختار" ..

وتبدأ سلسلة من الأشرطة الجهادية برعاية المخابرات المركزية، وبصوت كل من المجاهد أسامة بن لادن والمصري الطبيب أيمن الظواهري ... على انهما المسئولان عن انهيار البرجين ... ويرتفع نجم الاسلام كديانة في السماء العلي بين خائف ومتوجس و دارس لهوية الاسلام والمسلمين ..

وتقع ورقة التوت لتكشف عن سوءة العالم الغربي المتحضر، الا وهي العنصرية في أبشع صورها ضد أمة العرب جمعاء، في امريكا وغيرها من البلاد الاوربية، بدءا من تحطيم مصالح العرب، مسيحيين ومسلمين، بامريكا و نزع الحجاب من المسلمات بشوارع بامريكا ... ومرورا بشعور المسلمين المهاجرين بالخوف ..

ثم جاءت حادثة طعن الدارسة المصرية مروة الشربيني بالمانيا، وذلك في ساحة القضاء فى ظل حماية الأمن، ثم الاساءة لنبي الاسلام على يد رسام دنماركي مغمور – يبدو انه درس الاسلام عن قرب بعد انهيار البرجين - و انتهاءا باساءة بابا الفاتيكان شخصيا للاسلام ونبيه ..

و أخيراً يظهر مصطلح جديد "الاسلاموفوبيا" للغة أهل الالفية الثالثة.

خلال تلك العشرية تعززت الطائفية بمصر واستفحلت بين اغتصاب مسيحيات ومسلمات وأسلمة مسيحيات و عمليات تبشير ورد فعل ورد فعل مضاد، مما أدى إلى حدوث فتن عديدة انفجرت في عدة مناطق بمصر، و منها عملية ضرب النار على المصلين بكنيسة نجع حمادى، ثم بالعمرانية عندما رأينا مشهد ضرب المصريين المسيحيين للامن المركزي ... المصري أيضا !!

ينتشر الحجاب ودعواته، و يبزغ نجم مشاهير الدعاة بالاعلام والفضائيات، و تنهمر الفتاوي وتتبلور الافكار لنبذ الحجاب والاتجاه للنقاب، وينتشر فعلاً النقاب ببقاع اوروبا المختلفة ... وتمنعه فرنسا والمانيا، فيزداد جاذبية ... وتطلق اللحي ليظل الاسلام واقفا بمسلميه عند قشوره دون تقدم.

يتم محاربة طالبان (مؤقتا)، لتظهر أول فتاة كاشفة عن وجهها في طابور انتظار غذاء اغاثة الامم المتحدة ... ثم لا تلبث أن تعود طالبان بقوة في نهاية العشرية الاولي لبناء ذاتها، بحصيلة 3000 جندي امريكي ضحايا عملياتها بافغانستان.

تم احتلال العراق، أو لنقل "تحرير" العراق من الطغاة، ليأتي طغاة جدد وعلى أفيالهم يحضر الى البلاد كل من كان ممنوعا عنها ... تتمزق العراق بالانفجارات وتظهر طوائفها، ويختفي صدام ورجاله واسرته، وتلجأ بعض بناته الى الاردن ... حتى تطل علينا الشاشات بجثتي عدي وقصي صدام حسين وابن قصي الاصغر ..

لتكون للالفية الثالثة الريادة الاعلامية ..

ومن ضمن تلك الريادة للالفية الثالثة طغيان الفيس بوك على غيره من المواقع، وثراء مؤسسه (ذو ال 22 عاما) و ظهور صور تعذيب مقززة لعراقيون وافغان بسجن ابوغريب 2003 مع جنود امريكان، لنستخلص أن لصدام ظلالاً غربية وامريكية واوروبية ... وبالتالى لا تنفرد الحكومات العربية و رجال أمنها وحدهم بتهمة الوحشية مع معارضيهم ... فهناك متهمين أقبح منهم، ولكن في هيئة شقراء غربية متحضرة جميلة تأكل بالشوكة والسكينة..

فى أكتوبر 2003 يتم العثور على صدام شامخاً ملتحيا ثائراً ... بمخبأ تحت الارض !

وتبدأ سلسلة محاكمات هزلية لمن سبق و حاكمهم ظلما ونفاهم عن عراقه، ليكون مشهد شنقه امام العالم حزينا بائسا حتى فى أعين من كرهوه.

يتم التجديد لبوش الابن "الاحمق" على حد قول والدته ... وتتفاقم أزمة الجنود الامريكان بافغانستان والعراق، وتفضح السينما الامريكية رئيسها بعدة افلام عن لعبة العراق, كما تظهر أول صورة لعراقيين يهتفون ضد الاحتلال الامريكي على جسر الفرات ... وبجانبهم جثث لجنود امريكان محروقة او مشنوقة.

تزداد المقاومة العراقية مع تزايد عدد أشرطة بن لادن والظواهري وابي مصعب الزرقاوي، مع تزامن زيادة شيوخ الفضائيات الذين فتح لهم الداعية الشاب عمرو خالد الباب ... ليتم الغضب عليه، فيزداد نجمه بريقا بعد ابعاده الى لندن..

يعود عمرو خالد من جديد في نهاية الالفية على استحياء، بخطاب ديني ايجابي يشن به حروبا على التدخين والمخدرات ومحاربة البطالة ... ولا يتوقف سيل الفتاوي ولا الفضائيات الدينية الصارخة بالويل و اللعنات.

الانقسام الداخلي كان عنوانا للعشرية الاولي، فالإنقسام المصري الداخلي بين المتدينيين السلفيين والمتدينيين المعتدلين وبين مسيحيين ليبراليين ومسيحيين علمانيين، و بين مسلمين ومسيحيين في التصنيف الاكبر .. وكذلك بين الفلسطينييين من حماس وفتح بعد وفاة الاب الروحي لفلسطين أبو عمار ..

و نرى الإنقسام ايضاً بين مناصريين ومعارضيين بكينيا و ساحل العاج، وكذا بلبنان المنتفضة من غبار حرب لبنان 2006 وحتى بين الكوريتين ... بالاضافة الى الانقسام الاكبر بالعراق، وإن كان متعدد الجوانب مثلما يحدث دائما حينما "يحرر المستعمر" الاراضي الغنية بالثروات بالاحتلال ..!

ناهيك عن الانقسام المنتظر لتلك البقعة الجنوبية العزيزة على قلب مصر والتي لم يتخذ للاسف النظام المصري خطوات قوية ايجابية بصدده....

أما عن غضب الطبيعة من ذنوب البشر، التي وصلت لعنان السماء، فنتحدث عن عشرية غاضبة من البشر جمعاء:

اعصار تسونامي فى اكتوبر 2004 و230 ألف جثة طافية ... اعصار كاترينا سبتمبر 2005 ومصرع مليون وثلاثمائة شخص ... زلزال الصين و70 ألف ضحية ... وموجات الحر الشديد و الصقيع الآني ... علنا نتعظ ..

غير أن كل هذا لا يعبر عن غضب الطبيعة الحاكمة لمصر، والتي تسببت في مصرع 73 ألف مصري من جراء حوادث الطرق في 2007 فقط – والعهدة على زكريا عزمي – أضف الي قطار الصعيد واعطال المترو وضحايا قوارب الهجرة الغير شرعية – بل هي كوارث حكومية و ليست طبيعية ....

ومن حرب العراق وحرب غزة ولبنان و أسر جلعاد شاليط و حياة اكلينيكية اصطناعية لشارون و وفاة امير الكويت و رئيس الامارات والملك فهد ... و تعاون لوجيستي بين حزب الله والمقاومة الفلسطينية، و مقاومة النظام المصري لهذا التعاون لان في العملية رائحة ايرانية ..

تلك الريادة الاعلامية الحديثة تؤدي بنا إلي انقسامات واختلافات ايدولوجية حائرة، بين ما نتلقاه اعلاميا و"انترنتاً" و ثقافياً حتى مع ظهور وثائق ويكليكس ... فبالتالى ننقسم بين مؤيد لجهة ايرانية وسورية ولبنانية من جهة، وسعودية وهابية السمات من جهة اخري، وبين اسلام سعودي واسلام مصري واسلام ايراني...

ومن يحركون تلك الايدولوجيات خلف الستار لا يبحثون سوي على مصالح خاصة، ولا يطهون الا وجبات ذات نكهة تتماشي ومصالحهم ... ونحن الجائعون نستطعم ما يطهونه ... وبعضنا قد لا يستطعم ..

أعلم أن المقال استطالت فالعشرية الاولي تستحق مني هذا ....اصطبر فأنا على وشك الانتهاء...

والان بعد تأسيس مؤسسة محمد علاء مبارك احياءا لذكراه، واغلاق صحيفة الدستور و إنتهاء الانتخابات البرلمانية بطريقة كوميدية، تتشابه مع انتخابات عراقية "نزيهه"، والسلام الأوبامي وتوتر تركي صهيوني و مفاوضات سلام رتيبة ..

ورحيل وجوزية، و إشاعات رجوعه، و انهيار الاهلي و المنتخب أيضا ... ثم تنظيم قطر لكأس العالم 2016 و احتكار قناة الجزيرة للمباريات بدلا من الايه ار تي ..

و تحجيم البرادعي ومصرع خالد سعيد على يد باكيتة بانجو، و اعادة محاكمة هشام طلعت مصطفى (من الاول عشان الحبايب) وتجديد شعار الحزب الوطني " عشان تطمن على مستقبل اولادك" ...

بعد كل هذا ..

ما توقعاتك بالنسبة لـ 2011 ؟؟؟

الجمعة، نوفمبر 19، 2010

وعادت الحياة

سر الحياة فعلا
حينما انفجرت الماسورة الرئيسية التي تغذي مصريي الدقي و المهندسين و امبابة والعجوزة ....وفاض بها الكيل
وطفح ....غضبت من منبعها وابيها النيل العظيم هبة مصر ....والمصريين
توقفت الحياة...
ربما أراد النيل الأب الملكوم والمحمل بكل مخلفاتنا وذنوبنا و جثث حيواناتنا و نفطنا وجميع ما نستغني عنه ونحتاجه , ربما اراد ان يلقننا درسا ...وكان قاسيا , فمن تعود على وفرة المياة يشعر بالفقدان الشديد ويسمع من بعيد عن أزمات المياه في وقد يشعر بالشفقة ولكنه لايزال غير واقع في بحار الحرمان من المياه التي تنبع من الصنبور....
انقطعت المياه دون سابق انذار وتوضأنا بمياه الثلاجة و اقتصدنا في استخدام المياه و صارت المياه عزيزة جدا ....صحيح الانسان لا يعي مابيديه بل ويزهد فيه....
الاستحمام صار حلما
ومن تريد الذهاب لكوافير عليها الذهاب لكوافير بمنطقة أخري والعروس التي تريد تجهيز زينتها في يوم عمرها عليها بالغاء اتفاقها مع كوافير و الذهاب بسرعة لآخر لا تعلم كيف سيكون شكلها يوم عمرها
ومن تريد ان تغسل يديها تفكر مرة بعد الاخري وتقتصد في مياهها....
حتى من تريد ان تشرب مياه تفكر كثيرا حتى لا تضطر تلبي نداء الطبيعة دون مياه فما بالكم بالطعام ....
هل اكلت مرة وانت خائف حتى لا تستطيع اخراج الطعام بمياه كافيه و نظافة واجبة ؟؟؟؟
الاكل مغموس بالخوف؟؟؟
ياربي !!!1 يا رب لا تحرمنا من نور أعيننا
يا نيل .....احفظه يارب لنا
يا نيل لا تغضب منا
حينما عادت الحياة الي الصنابير
و عادت المياه الي مجاريها وصالحنا النيل
و هربت الجرذان من المواسير الجافة
وابتلت الاحواض و المياه والعروق
عرفت قيمة المياه .....حتى انني أتخيل انني سأحيها وهي نازلة من صنبوري الصغير
كما سأودعها حينما أغلق الصنبور
السلام عليك يا مياهنا حتى اذا كنت تمتلئين بذنبونا وكلور اهمالنا
فعلي الاقل انت موجودة ونفسك معانا ...يحينا



الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

كآبة الأمعاء

المعدة بيت الداء....
وقلب المرء..... وجوفه وأعتقد منها تنبع روح المرء....فيها معاشه وجوفه ما يأكله يقبع فيها
وما يكبته من مشاعر و صفاء نفسي من عدمه ...أيضا يقبع
مهما يجمل مظهر المرء ومهم حسنت قسماته او كثرت زينته وحتى تخايله امام الناس فإنه يحمل بقايا الطعام في جوفه
إما يشعر بهذا فيفيض تواضعا وإما يغتر بما يجمل مظهره وينسي ما يحمله في أمعائه....
استيقظت ذات يوم ثلاثاء على الام بأمعائي.... وانتفاخا في بطني ظننت انه رفيقي ....قولوني المتمرد دائما
فتجاهلته وذهبت الي عملي.....لم يصمت وعبر عن تمرده بشدة حتى صرت لا اتحمل خبطاته كالطفل العاصي...
غادرت العمل مسرعة فبادرني هو ( قولوني) بافراغ مافي جوفي بقوة وبلا أدني تحكم.....
ثم أفرغت مافي جوفي أيضا من مكان آخر أيضا - أعزكم الله
و لا تزال عملية افراغ مافي الجوف مستمرة حتى دارت الدنيا من حولي وظننت ان هذذ هي النهاية ويريد ربي بافراغ مافي جوفي
تمهيدا لمقابلة وجهه الكريم الذي أشتاق اليه كثيرا نظيفة خالية من كل دناءة الجسد و قاذورات حياتنا الدنيا....
تصببت عرقا و برد جسدي كله وسرت رعشة ...ظننت انني أسمو فوق تلك الحياة....
وتم اسعافي بحقنة لايقاف عملية افراغ الجوف ربما لربطي بالدنيا مرة أخري.....لماذا اتركوني أسمو فوق تلك الحياة
اتركوا جسدي ليفرغ مافي داخلي ربما أتطهر....
نمت أو بالاحري آثرت الموتة الصغري .....الميتة الصغري تتخللها بضع محاولات لافراغ مافي جوفي حتى صرت أخرج مياها
أخرج سر الحياة
فهرول من هم في دمي لأذهب الى المشفي.....التي تنتمي الي نظام التأمين الصحي الخاص بعملي....كحق من حقوق الموظف
في بلدنا الجميلة.....نعم جميلة هي وحدها دوننا جميلة
قات الطبيبة العجوز بسؤالي عما تناولته من طعام....فأخبرتني انه من جراء طعام مسمما وإن الطعام خارج جدران بيتي يسمم
جوفي .....كيف هذا ؟ وأنا أري أمعائي ربما تريد افراغ مافي نفسها وتريد اعادة دورتها الحياتية وبدء صفحة جديدة
كأي انسان أو كأي جهاز حاسوبي حينما تنهك قواه نقوم بعمل " ريستارت " له
أردت أن اخبرها ان أمعائي تريد " ريستارت "
كتبت لي أدوية عديدة تفيد باصابتي بتسمم.....رغم اننا نعيش حالة تسمم غذائي واجتماعي وسياسي منذ سنوات عديدة
أردت الراحة فقد تطلبت عملية افراغ أمعائي اصابتي بهبوط حاد لا يجعلني أقوي على السير خطوات قليلة
فقد تم سحب جميع سوائل جسدي .....
فزعت الطبيبة وكأنني طلبت منها عملية غير شرعية لاعادة شرف لعائلة شرقية تحفظ ماء وجهها ......قالت
" شركتك بتعمل مشاكل مع اللي بيدي إجازات مرضي....مينفعش اديكي إجازة ...مينفعش ....مينفعش " ورددتها كالمحمومة
سألتها عن ضميرها المهني وتعارضه مع تعليمات "شركتي " التي تقف بالمرصاد للمتمارض فتكون النتيجة مزيد من
الإجازات المرضية الاستراتيجية ......!
وهل يخاف الطبيب الكبير من تعليمات شركة أم أن قسم أبقراط قد صار روتينا والقسم الان هو
أقسم أن أكون وفيا وأمينا لمن يدفع لي ....ومن يأتي الي عيادتي ومن يأتيني عيادتي أعدك يا الله بأن
أعمل على استنزاف كل مافي جيوبه وافراغ مافي جيوبه اما بأشعه أو بتحاليل أو بأدوية لشركات ما
أو بفتح شغل ".....هل هذا هوقسم الطب ؟
وهل يتساوي المتمارض و المريض؟
تحتاج تلك الطبيبة إلي افراغ مافي جوفها ربما تعيد النظر في الحياة و نظرتنا لها
ربما يحتاج المسئولون عن " المتمارضون " في شركتي إلي افراغ مافي جوفهم.....
ربما يحتاج الجميع الي افراغ مافي جوفهم ومافي عقولهم حتى نعيد التفكير في حياتنا وتصرفاتنا
ربما نحتاج إلي " ريستارت "



السبت، أكتوبر 16، 2010

خواطر صوت مذبوح

مدونتي
صوتي....ربنا ما يقطع لكم صوت
لا يعرف الانسان غاليا عليه الا حينما يفقده
ولا يشعر بمن يملأ عليه حياته سوي حينما ينسحب من حياته
انسحب صديق عزيز لوالدي من حياتنا ...بعد عشرة غالية كبرت وترعرعت عليها وكأنه عما آخر لي
وشقيقا لأبي
وانسحب صوتي من شرايين حنجرتي بعد نزلة برد خفيفة ...وعرفت معني أن تراقب العالم صامتا لانه ليس هناك صوتا لتصل به رسالاتك وما تفكر به
عرفت معني أن تستمع لا عن حكمة....بل عن عجز من أن لا يستمع اليك من يجلس على مقربة منك
أظل محاصرة " ليس المشكلة في ضياع صوتك لبعض الوقت...بل هناك ثمة ما يكدرك يا ..."
ألا يعرفون معني أن تفقد وسيلتك التي تصلك باالعالم ؟ ألا يعرفون معني أن تفقد الجسر الذي يجعلك تلامس العالم ويلامسك....قد يحبطك وقد يقسو عليك وقد يعرف من حولك على حسان طبعك أو زيفها أو حتى حقيقتها أي كانت

ألا يعرفون معني أن تكون طرفا صامتا في مجادلة كلها اتهامات ؟
ألا يعرفون معني أن تكون صامتا مصريا ؟؟؟ رغم صمت أبو الهول الطويل غير أن رأسه رأس انسان وجسده جسد أسد ....أي انه اسطوري غير حقيقي فلا يوجد مصري يستطيع الصمت كل هذا...
كنت في بادىء الامر أستخدم صوتي المذبوح حتى اذا كلفني استهلاك البقية الباقية المسموعة من حنجرتي...حتى ذهب تماما
وفي التكيف مسألة ربانية ولغزا يعلم معجزته خالقه....فتعودت أن أتعلم الخصال الحسنة وأن أستفاد من التجربة الصامتة التي أعيشها رغما عني....
تعودت قراءة لغة العيون....تعودت الرد المتأني....تعودت اتفكير قبل الرد حتى أوجز ما أريد قوله حتى لا تستهلك البقية الباقية من حنجرتي الواهنة
من أبناء الصمت الان .....نعم وهل سأصمت كثيرا...؟
وهل سيصمت الكثيرون طويلا أم يتخذونه درعا و واقيا ضد الباب الذي تأتي منه الريح؟؟
وهل يخافون ذبح أصواتهم ....لم أعد أخاف ذبح صوتي ....وإن حدث فسأستقبل التجربة في صمت كأنما
أستقي الهدنة والحكمة وأبغي اعتكاف الكلام لبرهه....
مم يخاف المتحدثون؟
مم يخاف المهرولون ؟
مم يخشي المتحدثون عن الحرية والمتشدقون بالاستقرار والامن والامان؟؟؟
يخشون ذبح الاصوات...يا سادة إن نزلة برد كفيلة بأن تذبح صوتك , فهل تخاف من الأقوي؟؟ إن كنت تظنه أقوي؟
صوتك العالي دليل على ضعف موقفك ؟ فهل نصمت أم نبتغ الحكمة ؟
والصوت الهادىء الرزين ؟؟؟
تري ماذا يجر الصمت ......
الرصاص بالجيوب
بدور في النفوس
نار تحت الرماد
نار بالقلوب تنتظر قشة
يخالني الصمت كجبل يتهدج بل ويمل ليضرب بعرض الحائط جملة " صمت الجبال"
وربما تنكث القبور بوعودها ....وتكسر صمتها يوما


الاثنين، أكتوبر 04، 2010

ذكريات اكتوبر

بدا النوم ثقيلا في جفنيه بعد سهرة أمس , فقد كانت فريدة غاية في اللعب و اللهو والتألق فباتت تلهو وتلعب حتى استنفذت طاقته وطاقة الام والجدة أيضا...

جفنه متثاقل واليوم عطلة نصر أكتوبر العظيم....

لا يعي من هذا النصر سوي حكايات وحواديت ...فقد كان وقتها صبي تشغله الألغاز و اللعاب الصبيانية , في تلك الحقبة كان الاب غير متواجد ولم يكن يحكي عن الجيش مع أسرته وكانت الام هي همزة الوصل بينه وبين أخيه و الأب...كان وأخيه يدركان مدي حرج منصب أبيهما , وبالتالي لم يشعرا بأنهما كأي صبية كانا يشعران بأنهما من الصفوة وليسا كأبناء أية أسرة ....

بعد الافطار و اللهو بالابنة الجميلة دخل إلي مكتبه ليبحث عن كتاب عن حرب أكتوبر لا يعلم ما لذي دفعه ليستحضر روح أكتوبر رغم انه شهد عشرات أعياد أكتوبر ولم يفكر في استطلاع أي شىء عن أسرار تلك الحرب ولا كواليسها....اليوم فقط أراد أن يتطلع عن بعض منها...

وجد كتابا للأستاذ هيكل وبينما هو منهمك في القراءة –رغم انه لا يهواها – فإذا بالمكتب يقل ضوءه تدريجيا وكأنه تحول ألي كهف ويضيق المكان وكأنه تحول إلي كهف بلا باب....

في أحد الأركان يبزغ ضوءا ساطعا ليلقي انعكاسا على جسد انسان طويل القامة ذو عيون نفاذة تنفذ إلي أعماقك وتصيبك بالرهبة عند النظر اليهما

إنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ينظر إليه ضاحكا بعيون براقة واسعة كعهده سائلا :

" انت بأة جيمي " ....

يتردد قائلا محاولا أن يبتلع ريقه بصعوبة فلا يعرف فيومىء برأسه ايجابا.

" يكون في علمك مصر دي مش عزبة ولا عمرها كانت عزبة , وكل اللي كانوا فاكرينها عزبة راحوا وهي فضلت زي ما هي..."

تنتاب جمال شجاعة مفاجئة ليقول :

" هي مش عزبة وكل واحد من حقه انه يسعي لتحقيق اي طموح بيها , ايه المشكلة انت لو مكنتش توفيت كان زمان بأة فيه كلام عن خالد عبد الناصر رئيسا انطلاقا من شعبيتك الطاغية وحصلت في بلاد عربية تانية أكيد عارفها....بلد انت بتحبها أوي كمان...."

يظهر الغضب بالعيون الناصرية المميزة نافيا بشدة : " عمري ما دخلت أسرتي في السياسة والى الان عملوا بوصيتي ولم يدخلوها..."

يسمع تنحنح قادما من الركن الآخر بالحجرة فيظهر ضوءا خافتا نسبيا لينعكس على قامة ممشوقة أقل من نظيرتها بالركن الناصري...

يتدخل الرئيس السادات قائلا :

" محدش فينا يجرؤ يعمل اللي بيتعمل دلوقتي دة لا أنا ولا عمك جمال فكرنا في كدة , إحنا يابني خايفين عليك ....إنت مش أد مصر...ولا شعبها"

يقطب جمال جبينه غاضبا : " ترتدون اليوم عباءة الناصح وكل منكما له أخطاءه القاتلة , القدر فقط هو الحائل بين توريث ابنائكما قطعة من مصر فلا تتدعا الملائكية..." يهم بالخروج من الحجرة....

لكن يستوقفه جدال بين الركنين الساداتي والناصري يعلو فيها الصوت الناصري و ينخفض الصوت الساداتي احتراما واجلالا للزعيم....

ينظران له خارجا محذرين.... " لا تمض في طريقك يا بني ...لا يغرك بالدنيا والزعامة الغرور...."

يصيح مسكتا إياهما ليجد نفسه ما يزال نائما فيفتح عيناه مندهشا ليجد وجه ابنته تضحك له بكل براءة عالم الاطفال ....يود أن يعود طفلا يوما...

الأحد، أغسطس 08، 2010

حفل توقيع ثلاثي الابعاد

جدتي دائما كانت تقول لي إن معرفة الناس كنوز
وأنا الان وهي في دار الحق - رحمها الله- أضيف إن معرفة النجاح لا يقاس الا بالناس....
لا أعلم اذا كان كتابي الاول حبة تراب يحقق نجاحا لكن على اي الاحوال لقد اخرجت فكرة كانت تحتبس بداخلي وربما تسببت في دمل فكري خطير وعميق .....اذ ان الكاتب الذي يشعر بشىء يوخزه يجب عليه أن يفضيه الي ورق أو ورقة الكترونية .....نعم هكذا أشعر
وكنت أبحر مع حبة ترابي الشقية الفيلسوفة في دنيا البشر تحكي لنا وتصف لنا ما تشعر به حتي انتهت الي اعتكاف الحكمة ....
وهاهو حفل لكتابي مع كتب لأحب شخصية الي قلبي فراشة الادب هبه معوض (حب في زمن التيك اواي ) و الرومانسية النقية كريمان صقر ( انصاف ملائكة ) ....
رغم انني لم يعجبني المكان غير ان الصحبة جعلت من المكان مسرحا كبيرا بمناقشات و اسئلة , ثراءا لفكر وظواهر اجتماعية وسياسية وشبابية حديثة....
والغريب ان من توقعت حضورهم بشدة لم يحضروا لاسباب قهرية لبعضهم و لاسباب اهمالية ومن لم أتوقع حضورهم جاءوا وبحماس لم أره من مقربين .... الاهتمام بالمجىء او حتى عدم المجيء والاعتذذار أظهر لي أصدقاءا بعمق الالدماء في العروق يعيشون ....
هناك من اهتم بالمجىء وخشي التأخر فلم يتناول طعامه وهناك من تأخر ظنا منه ان المجىء باكرا لن يفيد , وهناك من استمات وحارب العوائق و قاتل ما وقف في طريق مجيئه وهناك من قضت يومها بالكامل معي فرحا بي و ترقبا لنجاحي....
رغم شدة الحرارة بالمكان حرص الحضور على المكوث بلا كلل ولا شكوي وتوجيه الاسئلة والاستماع بآذان تريد الاستماع فعليا وليس الحضور مجاملة و الاكتفاء بالظهور الجسدي فقط....
سعدنا جميعا , وكان يومنا لطيفا حار رطبا مشحونا بالعواطف و التهاني مما زاد الجو حرارة بحرارة المشاعر

السبت، يوليو 31، 2010

دعوة عامة

دعوة عامة لحضور حفل توقيع كتابي حبة تراب
الجمعه 6 اغسطس-الساعه السادسة
مكتبة كيان - ش الفلكي بجوار مكتبة الجامعه الامريكية
الدعوة عامة

تحياتي

الأحد، يوليو 25، 2010

يمني ويسرا

كنت دائما أتصور إنني أملك زمام جسدي وأعضاءه ويداي اليمني واليسري ولكن الايام تثبت لي عكس ذلك...
فإذا كان لي عقل وقلب فلجسدي وأعضائي عقل وقلب أيضا .
اذا طاوعت نفسي قد لا تطاوعني أطرافي , قد أقر شيئا وترفضه يميني بل وتلفظه يساري أحيانا...
كنت أملك يميني ويساري , أأمرهما فيطيعاني , أوازن بينهما كزوج متزوج من اثنتين , رغم إنني ضد تعدد الزوجات غير إنني أحاول التوازن بين يدي اليمني واليسري...
كنت أكتب بيساري وأحيانا قليلة أكتب بيميني ...ثم اتجهت إلي يساري واعتمدت عليه اكثر... وأكثر حتى ذبلت يميني وكفت عن ايلامي لكنني مع ذلك كنت أقدرها وأعتني بها واستخدمها استخدامات عديدة أخري...
كنت أشعر أشعر وقتها أن كل الناس تؤثر استخدام أيديهم اليسري ويجنحون إلي يمينهم في أحيان قليلة والغالبية قد لا تستخدم اليمين اطلاقا وكان هذا مرضيا للجميع ولا توجد مشكلات...
حتى سار في الجو تيارا ينادي ياستخدام اليد اليمني. وأن " اليد اليمني خير من اليد اليسري "....
بدأ التيار خافتا ,ضعيفا يطالب على استحياء بأهمية اليد اليمني بحياتنا وبأن البركة من الرب تسري في الجانب الأيمن من الجسم.
ثم مالبث أن علا صوته و زادت قوته وصار صوتا غليظا بل صائحا متوعدا مجلجلا محموما بالكف عن استخدام اليسري تماما بل وعزلها اذا اقتضي الامر ...
سار التيار و انتشر كالنار في الهشيم وتوسع وامتد و توغل واستمر واستمر واستمر...
كثر وراجت بضاعته - أي التيار- و تشكل وصارت له صناعاته الخاصة به ...
وسط اندهاشي صار كل من حولي وكل من يقترب مني ويحيط بي يطالبني بالكف عن استخدام يدي اليسري في الكتابة
أو أي شىء بل ويتعجب ويبدي اندهاشا شديدا لانني لازلت استخدم يدي اليسري حتى ظننت انني وقعت ببلد غريب لا أعرفه ولم أعهده ولم أترب فيه من قبل ...
صرت مندهشة ويزداد ذهولي مع كل دعوة من أحد "للاهتداء" باليد اليمني في حياتي ولشدة قوة التيار وتأثيره خفت من بتر يدي اليسري و صرت أجنح لليمين أحيانا رغم أنفي...
انبلجت التيارات المضادة كرد فعل ...
جارتنا المختلفة عني تغيرت ...
كنا متقاربين...
البيت واحد
السر واحد
الباب واحد
واحيانا الجيب واحد
الافراح والهموم واحدة
والرب واحد

صرنا نتعامل بابتسامات ليست طبيعية , صرنا نتعامل بحذر خفي والتوجس يسكن خلف كل جملة أو ايماءة تقال...
ومهما كانت الحوادث كنت دائما أظهر لها الأمان والتقبل والتفهم ...كن يبدو أن اتيار صار أقوي وأقوي...
كنا نستخدم اليد اليسري دائما في كل شىء تقريبا واليمني نتركها نترك بعضهما البعض...
كنا نتوازن بين يمنانا ويسرانا...
الان حينما تراني ترفع يدها اليمني لترد تحيتي ولتعلن ما حفرته بها فأرفع يدي اليسري لأرد التحية ..فتصمت هي خجلة..
وأصمت أنا توترا فنتوتر معا ويصير الموقف غير طبيعيا ....
وكأن من وراءنا يحرك ايدينا وليس نحن من نمتلك إطرافنا...
صرت أجنح إلي يميني كثيرا رغم لوم وتقريع يسراي ...
حائرة أنا بين يميني ويسراي
لا أحد مصيب دائما والتوازن بينهما صعب كأنه جهاد من نوع آخر...
يريدون لي استخدام يميني مع اظهار كفها فقط وإن أمكن تغطيته بقفاز وتظهر الاطراف فقط ...
القفاز ليقيني من نار جهنم ربما مع اخفاء اليد اليسري تماما كأنها غير موجودة بل واذا تطلب الامر التعامل معها
كأنها غير موجودة ...وكأنها تمثل شيطاني ...
شيطاني ؟؟؟!!! شيطاني يكمن في عقلي لا في أي مكان آخر ...
إنه نحن ....نحن شياطين أنفسنا ياجماعة !!!!

" شششششش..." !!!
" لا تجادل ... إنه صوت يدك اليسري " ...!
" آآآه !!! من يداي ..."

كيف أعيش وقد صار يميني يخاصم يسراي , لم أعد مستقيمة ولا متوازنة اذا ....اذا اشتكت يسراي
لن يتداعي سائر الجسد كما تعودت بالسهر والحمي...
سأظل ممزقة ...كالأم الثكلي المتباعدة الاطراف.......


الأربعاء، يوليو 07، 2010

الكشري أفيون المصريين

في العائلة يطلقون على حالة الفوضي لفظة " كشري " لذا كرهته بالسليقة...
وعلى الرغم من أن الكشري أكلة مصرية اصيلة فهو فعليا يعبر عن الواقع المصري بدقة في مصرنا العزيزة الشقية بنا...
أحب كل مكوناته مستقلة لكن عند ضمهم جميعا أشعر بعدم الراحة لان لكل منهم احترامه :
الارز ...سيد النشويات والذي لابد و أن يكون مع قرينته الشعرية.
المكرونة ...سيدة النشويات المحببة إلي قلبي...
ويحرسهما العدس الاسمر...كما تعودنا في السينما العربية أن يكون الحارس أسمر اللون...
وحسب الرغبة نضع الخل و الزيت و الليمون ( الدقة ) و تتزين الصلصة ...لتزيد الحياة لهيبا
ولا مانع من قليل من الشطة كما نحتاجها في الحياة...
كل هذا المزيج ...يتعايش في سلام بعلبة بخسة الثمن نسبيا و يرقد في سلام بعد قليل من الشد و الجذب في أمعاء المصريين
وقد اتخذت قرارا لا أعرف دافعه بتجربة الكشري ....لم لا ؟؟؟
وهأنذا أتفحص العلبة البلاستيكية المصنوعة من بقايا قمامتنا وتحمل "كشري " حياتا....
بعد ما انتهيت من تناوله بسلام وود وحب ...بدأت الاعراض تظهر تدريجيا....
فهرولت نحو اللاب توب لتدوين تلك اللحظات قبل أن يحدث " تنميل في الاطراف " مصحوب بخشية أن
لا أكتب مرة أخري....
وقد يتسائل القارىء " وإحنا مالنا ؟"....وله الحق
إنها فقط تجربة جديدة بالنسبة لي أردت تسجيل وقائعها و حق الملل من الموضوع مكفول للجميع...

أشعر بعطش شديد....
أشعر ببلاهة وحالة تحديق في اللاشىء...
أشعر بخمول ذهني رهيب....
أشعر بفوضي بأمعائي.....
أشعر بتنامي أفكارا سلبية مصرية خالصة من قبيل :
" اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش.."
" اللي تغلب به إلعب به " ....
" العمل شىء مقدس فلا تقترب منه "
" أطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم ...."
" اتقوا شر انسان بترويضه و تلميعه وإن حكم الامر تأليهه "...

تتنماي الافكار السلبية كلما تسللت الصلصة إلي دمائي...
تنسحب دمائي ببطء نحو أمعائي فتخلو دماغي من الدماء التي تنعشها...فيصيبها الصدأ
ومن أجل أن يجري العمل على قدم وساق بل سيقان عديدة في أمعائي من أجل هضم كل تلك الكوكبة من النشويات , حاولت
أن أقف على قدماي....فأفشل...!!
أحاول أن أنشط لأستأنف العمل....فأفشل...
أحاول التفكير في أي شىء يضايقني حتى تندفع الدماء إلي نافوخي حتى أنشط ...فأفشل
أغيثووووووووني ...إني أغرق
أفكر في أحوال مصر " المحروسة " ....ربماتندفع دماء الغضب ....
أحاول المقارنة بين تركيا ...العثمانيون القادمون و المصريون الحاليون ....
أحاول أتخيل مدي فساد خالد سعيد الراحل ليتم ضربه حتى الموت ....
أحاول أن أتخيل الاسباب التي تجعل من موظف بسيط كهل يحمل رشاشا ليصيب به زملاءه....
أحاول أن أعي أي سبب ...فأفشل...
ولا يبقى لي سوي كشري في تفكيري و في قلبي بلادة وفي أمعائي .....فوضي
فوضي الكشري..
أغرق ... أغرق ...أغرق
تتنامي موسيقى تصويرية وهمية لا يسمعها غيري ...
ياني ياني
مش هعمل كدة تاني

انا مش عارفني ....أنا تهت مني...( كما ينطقها عبد الباسط حمودة تت مني ...)





الخميس، يوليو 01، 2010

جواب غرامي 2


سيدي وحبيبي هل تسمعني؟
لماذا لا تحبني أن أناديك باسمك أو تدليله بل لا تحبني أن أناديك أصلا أمام أصدقاءك أو أمام الناس؟ لماذا تناديني بكينونتي البيولوجية مع اضافة لهجتك العامية العامية وتخجل أن تنطق باسمي؟
تؤثر من انجبت علي وكأنني أكون بمن أنجب وهويتي تتحدد بقدرتي على الانجاب ...
آآآه ياربي!!! غيرتك تؤرقني وشكك يشعل مشاعري وعواطفي . فرغم حبي لك وحبك لي أعلم أنك مولوع بالنساء وتحب التعدد وهذا ما يؤرقني أنا . تتحجج بنبينا لتتذوق ما يتيسر لك من النساء وما انت و نبينا ؟!!
تأبي أن أقود السيارة وحدي , تأبي أن أسير في الشارع بلا ذكر , تأبي أن أسير مظهرة وجهي التي أحيانا وسرا تقر انه جميل. تلفني بكل غامق ومظلم حتى تحافظ على وقاري ,تلفني بثوب كبير واسع شديد الوسع حتى لا يتخيل أحد ما شكل جسدي مثلما تفعل انت ...ههههههه
لا أقصد شىء انا فقط امرح....

رغم حرصك علي وعلى تغطيتي لايزال يتبقى فيك شك ويترسب بداخلك شكوك وتؤرق رجولتك وتؤجج مشاعرك فتنام تحلم بخيانتي لك وبأن القيود التي فرضتها على لا تكفي , اطمئنك فتستريح للحظات ثم تعاودك الظنون أليس بعض الظن إثم فتبينوا ...؟!
ربما تؤرقك حواديت أصدقاءك تؤرق ذكرياتك ,مخيلتك وعقلك ملتهبتان بشرقيتك العميقة وربما يؤرقك خاطر أنك طالما تخونني وتنظر لغيري أتي أنا بالمثل..
اطمئن حبيبي فأنا لا زلت أذوب مع خصلات شعرك الداكنة المتدلية من عقالك ظلمة عيناك تحتويني كما تحتويني بغطاء جسدي الاسود الذي فرضته علي .
سائقك الهندي لا يغويني , خادمك التايلندي لا يغويني حتى المصري الذي تكفله لا يؤثر في...حتى لو فكرت بهم جميعا أو حلمت بهم جميعا فأنا في الواقع وفية لك
افهم حبيبي! انت وحدك حبيبي ....أتستغل مسامحتي لمثناك وثلاثتك وما يملك ايمانك ( الحقيقة ايمانك يتسع للكثيرات ) فتذهب لتشطح بعيدا عن قصري الذي يحرسه هنودك ...أقصد جنودك لا لا تخف حبيبي!!!
فحتي صديقك الاشقر الغربي الذي ينام في الثكنة العسكرية التي تحد قصرنا لا يغريني.
فأنا أفضل لطمك وغيرتك وتمسكك ب " اضربوهن ..."و أيضا " اهجرهن في المضاجع .."
لا أريد ذهبا
لا اريد خداما
لا اريد عباءة جديدة
لا اريد قنوات فضائية اكثر
ولا اجهزة كهربائية حديثة صنعها صيني او ياباني
أو حتى جواهر وساعات ثمينة

فقط اريدك الا تهجرني لغيري .. رغم انني تعودت خيانتك غير انني لا اقوى على الرد بالمثل ( ربما في جنح الظلام او سرا ) لا لا انا اطرد دوما هذا الخاطر و اعود لافكر فيك وحدك فأنا أعلم انك تحترمني انا فقط في اعماقك وتعلم انني سأظل امرأتك .
قد تصادق مصرية أو تتزوجها عرفيا لفترة قصيرة وقد تثيرك الشامية وتهفو الى التايلاندية وقد تغازل الاميريكة أو البريطانية لكنك فى أخر الامر تعود إلي.
حتى اذا بحثت عن المصريات وصادقتهن تعود وتسبهن وتذم في اخلاقهن..
أعلم أدبك رغم بدائيتك
رغم عقليتك القبلية
رفم ضيق افق هذا الرأس غير انني احبك
واحب الدخول دوما الى ظلمة هذا الرأس
اعلم نظرتك المتدنية الى بنات جنسي ولكن نظرتك شىء وعاطفتك شىء اخر.
أعشق ازدواجيتك
احب بدائيتك
أحب جنونك
أحب شكك
أحب حتى تفكيرك
أنا ملكتك..أعلم انك لا تحب اثارة سيرة الملكية خوفا ورهبة
وقد تتمرد على تقاليدك
وقد تسافر غربا وتتعلم في الخارج
وتتقن كل اللغات
لكنك لا تتنازل عن حفظي في صرح ثمين وثوب واسع.
فحتى نافذتي على العالم تغار انت منها.
لا تذهب بعيدا وتتركني ورغباتي
لا تتركني وحدي فقد يخطفني الايراني
اعلم انه يؤرق مضجعك
هاهاها ...أتغتاظ منه ؟
لا تغضب حبيبي فأنا أمزح
لا تغضب الايراني لن يخطفني منك
فقد بذلت مجهوا كبيرا في الاساءة اليه في عيوني
ياعيوني ...لا تقلق
الايراني قد يخيفك ولكن لا يخيفني
تؤرقك قوته وصموده وللكن لا يؤرقني
أتتحالف مع الشقراوات
اذا تحالفت انا مع الايراني ؟!!!
لا لا يا حبيبي لا داع للانتقام
فانا اعرف عقلك
قد لا يقبل غرامي بالايراني
لكنه قد يتسامح قليلا اذا غازلت اميركيا
قد تغضب بالطبع لبرهة ثم تسامحني
اما اذا كان الامر يتعلق بعلي أو حسين فقد تقتلني
اعلم يا حبيبي
كما قلت لك انا مليكتك وانت مليكي
فلا تدع احدا يستثيرني ويزيل ملكك
تعالي الى ...لنسمع الاغاني ثم حطمها بعد ذلك
كما تفعل دوما
تعال نفذ تشريعاتك ..فأنت اولي الامر مني وطاعتك واجبة
اجلدني ...ليكن 2000 جلدة ومالمانع ؟
اما اذا كنت تنوي هجري
فبالله عليك اجلب لي خمرا ومخدرات سرا حتى أستطيع أن أنساك.


الثلاثاء، مايو 25، 2010

جواب غرامي

إلي حبيبي

السلام على من أتبع الهدي
أنا اتبعتك
أحببتك وأعلم انك تحبني ولكن تقول الحب حراما
لا يا شيخ؟؟؟
نظراتك حينما تجاهد أن لا تنظر الي عيناي تقطر حبا يا شيخي
غض البصر عن الأخريات وليس عني
أغار عليك من الحوريات الائي يملأن مخيلتك
أتصوم عني ؟ لن ألفظك فالحب ليس ذنبا وإن كان إثما فأنت أحلي إثم
لا تلق بالا غلي اللمم يا أخي ... أقصد يا حبيبي
سأتغطي بالكامل لأجلك
سأظهر عين واحدة كما يريد شيخك
ولكن سأفقأ عيناك اذا نظرت إلي سافرة
لا يهمني ما ستقنعني به
لن أقبل زوجة أخري واذا نطقت بلمة " شرع و سنة " حتى تتمتع بزينة الحياة الدنيا
سأقتلك
لن أقبل أن تترك شرع الله كله وتطبق تلك الجزئية
تعالي الي حبيبي
لنتزوج بدون قيد
بدون شرط
بدون مهر
بدون وسائل لتحديد النسل
لننجب عيالا كثيرة لا يهم مستقبلهم
المستقبل بيد الله لا يد لنا فيه كما
لايد لنا في الحب
حتى يتباهي بكثرتنا سائر المسلمين
ولنرفع راية الاسلام عاليا
حتى اذا انحرف البعض بسبب الفقر لا يهم فهناك الاخرون
وهم كثير
لن أقود السيارة ...لا تخف ...لن أتواجد مع أي رجل على تلك الارض
اطمئن سأطيع الله وانت ...واذا أمرني ربي أن أسجد لك سأفعل
لكن أن تحسن معاشرتي ولا تتطلع إلي " أخت " أخري
لن أقبل أن تكون لك " أخت " أو حليلة أو رفيقة حتى اذا كنت
تسعي إلي " هداها " ...لن أقبل فيك شريكا للهدي
لن أشعر بالامان الا اذا ظللت بجانبي
لترتد طاقية
لترتد جلبابا
ولتقصرها
لتلتح
حتى لا تنظر اليك أخري
لن أقبل أن ترتد ملابس عصرية وأسير أنا بجانبك في داخل خيمتي الخاصة التي اخترتها بارادتي

أعلم انك تلفظ جميع الحكومات لكن الا انا
سأكون حكومتك وأطيعك يا أولي الامر مني
اطمئن ليست لدي أفكارا تضايقك
لن أطالب بالديموقراطية
لن أتحدث الا في الدين
سأدخل الدين في كل جوانب حياتي
سأكون ككائن بيولوجي
أنا أصلا من الشيطان لذا أحمي نفسي وأحميك وسألتحف
سأحارب الشيعة
سأحذر الناس منهم
نعم يا ...حبيبي .... إنهم أشد فتكا بالاسلام أكثر من أي عدو ....آحر
سأسب حسن نصر الله اذا أحببت
سأرفع راية الاسلام حتى لو انا محملة على فيل أمريكي
سأرضي بالكفاف على أن تعيش معي
أعلم أنك تحلم بالقصور المنيفة
أعلم ان الذهب والمجوهرات لا تعنيك فقط يعنيك الخاتم الفضي الذي سترتديه
في صابعك الحبيب الصغير
ياااه !!!! اذا جمع الله بيننا في خير
ياااااااه!!! اذا بارك الله لنا وبارك علينا
كلا لا ترحل حبيبي لا تتركني
فأنا في حبك ضعيفة
وهشة و لا تبدل حبي بحب امرأتين
لقد خلقني الله لاسعادك فقط فلا تشقيني بك

لا حول ولا قوة الا بالله

الاثنين، أبريل 05، 2010

دعاية لكتاب حبة تراب

أنضيف الى جرائم البشر جريمة سجن القلم؟ ياربي !! أيعتقلون القلم و يسجنون الحروف و يوقفوا الاحبار من أن تسيل لتكشف وربما لتنير وربما لترهب أحيانا ...كما رأت زميلتي مرة فى بلد من بلاد البشر دبابة تقف امام طفلا في يديه حجرا , يقف القلم في وجه مؤسسات و فساد تعاظم مع الايام حتى وإن وقفت بعض الاقلام الاخرى لتحمي و تهدهد الفساد فهناك اقلاما تكافحه و تعريه...
حكت لي عمتي الكبيرة –رحمها الله – أن في بلد ما في الماضي أشاع القلم انتصارا زائفا هو في الحقيقة هزيمة مفجعة.... أتتخيلوا ماذا يفعل البشر بقلم ...؟!!!

أستطيع أن أقول أن القلم الشريف في عالم البشر هو من يعطل بأمر ميري أو ملكي أحيانا , ليس عن كسل أو انتظارا لمال بل عطل وتم ايقافه بالقوة الجبرية.

القلم يلعب دورا كبيرا في حياة البشر , يسجلون به كل تفاصيل حياتهم , به ينسب الاولاد لابيهم وبه يقترن الاحباء من الذكور و الاناث , وبه يبرأ بعضهم زورا أو حقا .
يزيح آدمي من منصبه و ينصب آدمي على كرسي جديد , كثير من البشر يعشقونه حتى الثمالة.
توثق به أحيانا -بأمر الله- حياة أو موت البشر , يكون صديقا وونيسا و مواسيا لشخص.
تري لماذا هجره صاحب القلم؟ حتى وإن أوقفوه لن يستطيعوا مسك يديه من الكتابة.
لن تقوى أياديهم المرتعشة – من تأثيره- التي أمسكت بقلما آخر لايقاف هذا القلم أن توقف جميع الاقلام , لن تحبس الافكار فهي كالهواء ومن يقبض على الهواء؟؟
إن تهمة الفكر و التعبير عنه لجريمة بشعة اخترعها البشر لتأثيرها القوي على حياتهم.

أود أن أحمل هذا القلم وزملائي الى من قيدت يداه ومنع من متعة الامساك به والتخطيط به .
تري هل يوصل أفكاره شفهيا أم سيحاكمون لسانه ؟ لم تقف أي حبة تراب على لسان أي شخص لانه دائما مبلل بكل سيئات الانسان وحسناته... ذلك الجزء الذي لا يتحلل سريعا عند الموت. أيقبضون على اللسان أيضا ؟ أيأتي يوما لنري الالسنة فى زنازين ؟ لا شىء غريب أو بعيد في عالم البشر....

من كتاب
حبة تراب
باكورة أعمالي

الاثنين، فبراير 15، 2010

ادعوا لي

انتظروووووووني كتاب حبة تراب
ترقبوووووووووا

الخميس، يناير 07، 2010

كلام عيال


كنت أسير مسرعة لقضاء بعض حوائج البيت ,استوقفني هذا الحوار الدائر بين طفلين معا....
الصورة كالآتي :
سيدة تحادث سيدة أخري باهتمام كل منهما تمسك بطفلها الاولي تمسك بطفلة لا تتجاوز الأربع أعوام والثانية تمسك بطفل في نفس العمر تقريبا : الحوار في الجزء الاعلي يدور حول المدارس و انفلوانزا الخنازير و الحالات العلنية والحالات السرية والمصروفات التي دفعت والاقساط الباقية والعلاقة بين ذلك وبين بدء الدراسة ثم انقطاعها سبب بضع حالات ...الخ
أما الحوار في الجزء الأدني والأكثر براءة هو بين الطفل والطفلة مدعوما بنظرات الأطفال الاستكشافية التأملية البريئة و مدعم ببعض اللمسات الطفولية , فهو يشير بسبابته الصغيرة إليها فيلامس كتفها وهي تحاول الامساك بأنامله الصغيرة في ابتسامة خجولة , ودار حوار صامت :
هو : ما أنت ؟ من انت ؟ أحواء انت التي يحكون عنها ويحدثنا التاريخ عنها؟
هي : هي أنا , حفيدة حواء الام ...
هو : انت من طردتيني من الجنة لتنزل إلي الارض وتعمرينها وتتكاثرين فتزدحم الارض بالتلوث والفساد و يمتلىء المناخ بسحب و الدخان...
هي : من اخترع الدخان وأدخله إلي صدر آدمي رجلا يا عزيزي , كما إنني لا أعمر الكون وحدي بل خلقنا الله لهذا الغرض وحرم اللواط من أجل هذا والجنة الذي تزعم طردك منها فلدي شهادة قرآنية تؤكد أن الشيطان وسوس لهما بالأكل من شجرة الخلد " وملكا لا يبلي ".... أي تمثل الشيطان في صورة أفعي وسوست لحواء و آدم ومن أصدق من الله قولا؟؟؟
ك هو: هل يعمر الكون الا بإغوائك لي , وقد خلقني الله ضعيفا ومنذ ظهرت سوئاتنا...؟
هي تبتتسم ...ابتسامة حواء و الموناليزا...
هو: آه من اغوائك , سأشقي به طوال حياتي , سأتمني الموت اذا ابتعدت واذا دنوت من نارك ستحرقينني كما ستحرق نار الاسعار ومتطلبات الزواج قلبي وربما أصطدم بالماديات وتطلعات الاناث إلي العيش اللوكس...
هي : إن الحياة بها من المعاناة التي خلقها الله لحكمة ما يجب ان تنقسم على اثنان يحملونها ولا يحملها سوانا " ان الانسان كان ظلوما جهولا "...
هو : تمتلئين بالحكم الان والزهد والفلسفة , لكنك تفقدين كل هذا حينما مع أول عقد من الالماس ...
هي : وانت !!!ربما تبيع مبادئك مع اول سيارة جميلة فارهه وبها من الحوريات و الاكلات الشهية الفاخرة...
هو: من أجل أن أقدمها لك...
هي : لا يا عزيزي , لان شهوة المال والعيش الكريم تجري في شرايينك...
هو: وكذلك انت , مصيبتي انت...
هي : انت لا تبحث عن الحب بدون مال وبنين وزينة الحياة الدنيا , اذا أتاك الحب تبحث عن المال و الطموح وربما الشهرة وتبرر هذا بأنه من أجل سيدتك... وفي الحقيقة انت الذي تشتهي , بينما أنا أبحث عن الحب فهو محور حياتي...
هو: انت تبحثين عن الرجل –وهو لعبتك – حتى يجلب لك المال لانك كسولة وعقلك منقوص لا تعرفين كيف تجلبينه...
هي : خلقك الله لتعمل وتعيلني وخلقني لأرشدك فكيف يكون لي عقل منقوص ؟ خلقني سكنا لك وكيف يكون السكن والحنان والمودة بدون عقل لا حنان بدون عقل وحكمة ومكر أيضا...
هو : ألن تطالبي بالمساواة في مستقبلك وربما ترأسينني في عمل ما أو تتحكمين في امتحان ما أو عمل ما ؟!!! ستطالبين بعمل ثم سرعان ما ستتذمرين من كثرة العمل وستهربين منه وتخترعين " التزويغ و الامضاءات المزيفة لحضور الموظفات والإجازات المرضية , سينهار عملك فقط ستأخذين فرصة رجل يعمل بجد دون انتاج حقيقي وإفادة حقيقية للمجتمع سوي أن تظهري للرجال حتى تصطادين عريسا ثم يتم سحبه إلي القفص ليكبل بالمصروفات وتأخذين انت من حساب وقتك وبيتك ورعايتك الاساسية الانثوية ....تحت مسمي " تعليمي , هويتي . ذاتي نصف المجتمع ....وغيرها من المسميات التي ربما تحصلين بها على اعجاب لا أكثر...
هي : إن كنت ستنمو على تلك المعايير فلا تقترب مني , سأعلمك كيف تكون المرأة حتى اذا أساءت بعض النساء أو نصفهن إلي عملهن فلأن هناك من يتصيدون الخطأ من حاملي غريزة الغرور –خطيئة ابليس- الذين لا يقبلون سوي كائن انثوي للتسلية في الفراش وماكينه لانتاج الأطفال وتعمير الكون ...إن هذا هو التصور الغريزي لك مهما بلغت من سمو وحضارة وتغير ...البيت والاسرة يا رجل مشاركة ,أي تواصل وعطاء مقسم ليس رجل يطير خارج البيت وعصفورة تربي وتتحمل مسئولية البيت وحدها تطهو وتتزين وترقص وتربي أفضل أجيال ليأتي هو متعبا وجائعا ليتناول الطعام ويربت على أكتاف الاطفال ثم يدخل لينام ويصحو ليشاهد التلفاز أو يخرج مع أصدقائه!!! أهذا يكون البرنامج اليومي لرجل هو نصف المجتمع ويتحدث في حقوق المرأة –النصف الثاني - مفكرا هل يخرج حقوقها من جيبه لها أم لا ؟؟؟!!!
هو: و مالمشكلة اذا كنت وأتعب خارج بيتي ثم أعود " للسكن " والراحة؟؟ متعة الكون والزواج أن أدخل بيتي فأتنفس الصعداء لأري حبيبتي تنتظرني بابتسامة تعدني بانهاء اعيائي وارهاقي بأية وسيلة فطرها الله عليها , وطعام ساخن ينتظرني مع دفء الاسرة ومخلوقين صغيرين يزحفان لي في براءة يبتسمان عندما ألوح لهما....ما الدنيا الا هذا المشهد؟؟
هي : فعلا , لديك كل الحق , متعة الدنيا في هذا المشهد ولكن لننظر إلي كواليس المشهد الجميل , امرأة تصحو لتجد الحياة خالية لا يوجد لديها وقت الا للطهو التنظيف و مراقبة الاولاد بعقل فارغ بملل وهل تدري ماذا سيفعل الملل بامرأة ؟؟؟ إن هذا المشهد الوردي لن يتكرر عمليا يوميا قد تراه يوما أو بعض يوم لكن اذا أعيد المشهد يوميا سيبعث على الملل ومهما كانت الصورة الوردية فإنها حينما تعاد لن تنظر اليها...فلتنزل الى الواقع...لتتخيل مشهدا آخر : تعود الزوجة معها ولدها من الحضانة لان اليوم دورها في جلبه ويعود الزوج بعد ذلك بقليل تبدأ هي في تحضير الطعام ثم يعود متشوقا لدفء الاسرة ودفء الزوجة ليهرول على المطبخ يحضران الطعام سويا أثناء الطعام والطهو يحكي كل منهما عما حدث لكل منهما في أثناء العمل , يكملان ما يستقينه من المجتمع , ثم يمضيان يغسلان الأطباق وحولهما تلعب الصغيرة , يستريحان مداعبين قرة عيناهما ثم يأتي المساء وقد يخرجان أو قد تقوم هي ببعض الاعمال وقد يشاركها وقد يصاب بالارهاق فتتدلل عليه ليساعدها أو قد ترجوه الا يساعدها حرصا عليه فالتفاهم المشترك هي الدبلة الذهبية التي تربطهما معا فهو يقدر دورها في المجتمع وفي حياته كما تؤمن هي نفسها فهي ليست " أمينة " السمات والاتجاهات بل هي تعي واجباتها و حقوقها جيدا كما غرسها فيها أمها وأبيها الذان ينتميان لنفس المشهد الحالي....
هو: لنر أي المشهدين سيتحقق...
هي : لنر ...ثم تدور وجهها بعيدا بأسي لتنظر إلي المجهول ولسان حالها يقول ...بل هناك ردة قادمة ...!!