الأربعاء، يوليو 07، 2010

الكشري أفيون المصريين

في العائلة يطلقون على حالة الفوضي لفظة " كشري " لذا كرهته بالسليقة...
وعلى الرغم من أن الكشري أكلة مصرية اصيلة فهو فعليا يعبر عن الواقع المصري بدقة في مصرنا العزيزة الشقية بنا...
أحب كل مكوناته مستقلة لكن عند ضمهم جميعا أشعر بعدم الراحة لان لكل منهم احترامه :
الارز ...سيد النشويات والذي لابد و أن يكون مع قرينته الشعرية.
المكرونة ...سيدة النشويات المحببة إلي قلبي...
ويحرسهما العدس الاسمر...كما تعودنا في السينما العربية أن يكون الحارس أسمر اللون...
وحسب الرغبة نضع الخل و الزيت و الليمون ( الدقة ) و تتزين الصلصة ...لتزيد الحياة لهيبا
ولا مانع من قليل من الشطة كما نحتاجها في الحياة...
كل هذا المزيج ...يتعايش في سلام بعلبة بخسة الثمن نسبيا و يرقد في سلام بعد قليل من الشد و الجذب في أمعاء المصريين
وقد اتخذت قرارا لا أعرف دافعه بتجربة الكشري ....لم لا ؟؟؟
وهأنذا أتفحص العلبة البلاستيكية المصنوعة من بقايا قمامتنا وتحمل "كشري " حياتا....
بعد ما انتهيت من تناوله بسلام وود وحب ...بدأت الاعراض تظهر تدريجيا....
فهرولت نحو اللاب توب لتدوين تلك اللحظات قبل أن يحدث " تنميل في الاطراف " مصحوب بخشية أن
لا أكتب مرة أخري....
وقد يتسائل القارىء " وإحنا مالنا ؟"....وله الحق
إنها فقط تجربة جديدة بالنسبة لي أردت تسجيل وقائعها و حق الملل من الموضوع مكفول للجميع...

أشعر بعطش شديد....
أشعر ببلاهة وحالة تحديق في اللاشىء...
أشعر بخمول ذهني رهيب....
أشعر بفوضي بأمعائي.....
أشعر بتنامي أفكارا سلبية مصرية خالصة من قبيل :
" اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش.."
" اللي تغلب به إلعب به " ....
" العمل شىء مقدس فلا تقترب منه "
" أطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم ...."
" اتقوا شر انسان بترويضه و تلميعه وإن حكم الامر تأليهه "...

تتنماي الافكار السلبية كلما تسللت الصلصة إلي دمائي...
تنسحب دمائي ببطء نحو أمعائي فتخلو دماغي من الدماء التي تنعشها...فيصيبها الصدأ
ومن أجل أن يجري العمل على قدم وساق بل سيقان عديدة في أمعائي من أجل هضم كل تلك الكوكبة من النشويات , حاولت
أن أقف على قدماي....فأفشل...!!
أحاول أن أنشط لأستأنف العمل....فأفشل...
أحاول التفكير في أي شىء يضايقني حتى تندفع الدماء إلي نافوخي حتى أنشط ...فأفشل
أغيثووووووووني ...إني أغرق
أفكر في أحوال مصر " المحروسة " ....ربماتندفع دماء الغضب ....
أحاول المقارنة بين تركيا ...العثمانيون القادمون و المصريون الحاليون ....
أحاول أتخيل مدي فساد خالد سعيد الراحل ليتم ضربه حتى الموت ....
أحاول أن أتخيل الاسباب التي تجعل من موظف بسيط كهل يحمل رشاشا ليصيب به زملاءه....
أحاول أن أعي أي سبب ...فأفشل...
ولا يبقى لي سوي كشري في تفكيري و في قلبي بلادة وفي أمعائي .....فوضي
فوضي الكشري..
أغرق ... أغرق ...أغرق
تتنامي موسيقى تصويرية وهمية لا يسمعها غيري ...
ياني ياني
مش هعمل كدة تاني

انا مش عارفني ....أنا تهت مني...( كما ينطقها عبد الباسط حمودة تت مني ...)





هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

هههههههههههههههههه
والله تدوينة تضحك وتبكى
بس أعتقد ان الفول مفعوله أقوى شوية وبيولد مصطلحات لا تخطر على فكر بشرى ,تخطر على دماغ المصرى بس :)
بلاش تقطعى عننا التدوين بقى يا مرجانة

مرجانة يقول...

دة حدث بالعفل يا مصطفى صدقني
لا اطمئن مش ححرمك من التدوينة
بس حاسب لتدمنها
هههههههههههههههه
شرفتني والله

Unknown يقول...

السيد المدون،
تحية طيبة وبعد..
نصدر في القاهرة مطبوعة ورقية بعنوان "وصلة"، تهدف "وصلة" إلى أن تكون حلقة وصل بين المدونين ونشطاء الإنترنت وبين قادة الرأى العام والإعلاميين والجمهور العادى الذي قد لا يمتلك القدرة على متابعة كل ما يجري على الانترنت.
ونحن ندعوك للمشاركة معنا في "وصلة" من خلال السماح لنا باستخدام تدويناتك، وإعادة نشرها في "وصلة".
-برجاء: سرعة الرد.
ابتسام تعلب


الايميل : wasla@anhri.net
موقع وصلة : http://wasla.anhri.net/

مرجانة يقول...

يسعدني ويشرفني طبعا
تحياتي لوصلة لكن ارجو سرعة الرد علي تساؤلاتي على الميل
تحياتي مرة اخري