الخميس، ديسمبر 31، 2009

سنة راحت

بينما تنسحب ببطء 2009 ململمة أحزانها وبقايا ملابس مهلهلة ونسيج مهترىء
تحبو الوليدة 2010 في سعادة لتنشر بسمات في قلوب المتوسمين فيها خيرا
يأخذ بوش طلقة حذاء من عراقي وطني كما يركل 2009 التي كانت تعيسة
بالنسبة للعراق كلها
ويبدأ باراك حسين اوباما 2009 بابتسامة ساحرة وحضور طاغ منثرا ورود السلام
في العالم و زائرا لمصر كأول بلد عربي ليلقي ب " السلام عليكم " فتنشرح قلوبنا له
يموت حفيد الرئيس مبارك فينكسر في قلبه شىء وتطفىء ابتسامته ويلتف حوله
الجميع معارضة و "هتيفة " ليملأون سرادق العزاء
تقتل سوزان تميم لتزداد شهرة بعد وفاتها أكثر من حياتها لتلقي ضوء على رجل من
رجال الاسكان والحزب الوطني ومجلس الشعب وكيف أن " الراجل لما تجري في ايده
الفلوس ......يدوووووووووووس" ويأخذ عليه حكما بالاعدام
ويصطدم قطاري العياط كما اصطدم منتخبي مصر و الجزائر
ويخلف عن الحادث الاول ضحايا ودماء ويخلف الحادث الثاني جرحي وكراهية عميقة
للشعبين حتى صار التطبيع مع الجزائر جريمة رغم تصالح الرئيسين
ويذبح خال اولاد أخته الاطفال بدلا من أن يقتلوا بانفلوانزا الخنازير
ويلعب النقاب دورا قويا خصوصا بعد أن تم توزيع الكمامات في جميع أنحاء مدارس مصر
والمصالح الحكومية وانتعشت تجارة الديتول و الإيثينول والكلورامفنيكول
منعه شيخ الازهر وفرضه وزير الصحة والتعليم من أجل فيروس إتش وان إن وان
وتطعن مروة الشربيني في قلب ساحة قضاء المانية في تباطؤ غريب من أمن المحكمة
ويهتز العالم الاسلامي وتندلع المظاهرات من أجل مروة وجنينها الذي وأده النازي الالماني
ويستمر الاهتراء في النسيج الفلسطينيي ولا فائدة من مؤتمرات القاهره سوي "البوكيت ماني" و الوجبات التي تقدمها القاهره لأطراف النزاع
يوضع النظام في مأزق هل يسد الانفاق أم " يطنش " ؟؟؟بعد أن هاجم سماحة السيد
حسن نصرالله النظام المصري لموقفه في غزة كما هاجمه من بعده المشجعين الجزائريين- يقوم
أمن الدولة برد القلم والقبض على أبرياء مصريين لا يعرفون من هو حسن نصرالله أساسا بتهمة التعاون
مع حزب الله .......لقلب نظام الحكم ففي قلب نظام الحكم وخزات عديدة عربية وشخصية وعالمية
ويلوح في الصورة علاء مبارك مدافعا عن مصر ومطالبا الجزائر بالاعتذار ليفضله العامة
عن أخيه الذي لا يبتسم
كما يظهر منافس أخر لجيمي الابن - ولكن باسم مخيف " البرادعي " محرجا للنظام
باشتراطه ان تكون الانتخابات نزيهة
ويطلق سراح أيمن نور لتهتز صورته بشدة ويفقد نصف شعبيته التي اكتسبها أو أكسبها له
النظام أثناء سجنه فيشطب من المحاماة وينفصل عن زوجته الأبية و ينشق عن زميله رجب
حميدة
ويحدث انشقاق آخر في داخل الاخوان
لتكون أسوأ الاعوام بالنسبة للمعارضة المصرية ويظل حزب مايو متماسكا ببنيان عززززز

يطلق سراح منتظر الزيدي ليأخذ ركلة حذاء يتلقاها بأقل مهارة من بوش عن طريق عراقي
من أعداء النظام الصدامي ليتلقي جزاء فورا بلطمة من شقيق الزيدي
يسجن قاتل مروة الشربيني مدي الحياة ويعدم الخال السفاح ويتم العثور على سفاح المعادي
ولا يتم العثور على قاتل ابنه ليلي غفران
وكفاية تحتفل بمرور عام على انشائها وتصطدم عبارتي رشيد ويصير التوك توك شرعيا
كما مدحه الكاتب عمر طاهر في احدي مقالاته
ويصدر البوم تامر حسني الجديد بالتزامن مع فيلمه عمر وسلمي 2 لينجح
وينجح البوم الجسمي كما نجح في انقاص وزنه و تتألق كعادتها صاحبة الصوت المتهدج
إليسا ويزداد خسرها التفافا وتلد شيرين بكريتها " مريم " ويزداد وزنها بشكل ملحوظ
تختم 2009 حياتها ب 118 ضحايا للخنازير و اعدم 8000 خنزير للاشتباه في علاقتهم
بتنظيم القاعدة وحزب الله وتغلق صحيفة البديل لتظهر صحيفة الشروق
وينتخب مكرم محمد احمد نقيبا للصحفيين بفارق ضئيل بعد تدخل النظام لصالحه ضد
ضياء رشوان الناشط
وتندلع الهجمات الصحفية ضد البرادعي لمجرد التفكير في المجىء الي مصر رئيسا
تزيد شعبية الفيسبوك
وسيد أبوحفيظة وكرومبو

وفي هذا القرن ينينا اهرامات من الزبالة
واثبتنا ان الهزيمة الرياضية هي انعكاس لهزيمة سياسية
حينما انهزمنا من امريكا في كأس القارات
وتذكرت هزيمة امريكا من ايران في كأس العالم 1998

وتذكرت صور مذابح غزة وصور انفجارات العراق وصور
القتلي السعوديون على يد الحوثيون
وصور انصار 14 آذار وحزب الله
وصور الجرحي من انصار حماس وانصار فتح
لتصير الذاكرة حمراااااااااااء
ويزحف الدماء على عقلي الشقي
وفي وسط الدماء أزرع بقعة بيضاء لأفسح مجالا لعام جديد

الجمعة، ديسمبر 04، 2009

انتي مسيحية ولا مسلمة ؟؟؟

عندما استلمت العمل ,دخلت الحجرة فوجدت زميلتين مبتسمتان ترحبان بي فاستبشرت خيرا بهن...

كنت أشعر ان الابتسامة تخفي شيئا أو ترقبا , رغم الترحيب و اجاباتهم على أسئلتي غير ان الشعور ظل يراودني طوال اليوم بأن هناك سؤالا غير مجاب مني لكنهن لم تسألان ماهو...

في منتصف النهار بدأت الزميلة تعرض علي عريسا , اندهشت من عرضها عريسا وهي بالكاد تعرفني قالت انه صديق لزوجها ويريد " بنت حلال " ؟؟؟؟

استمرت المحادثة مابين اندهاش مني ومحاولات اقناع منها كانت حجتها فيها

انها توسمت في خيرا وأن المقابلة الاولي عليها والقبول وما يليه مسئولية الطرفان....

ازدادت دهشتي ولم تقل أبدا لاكتشافات عديدة:

أولا: الزميلتان كانت تريد معرفة عما اذا كنت قبطية أم مسلمة

ثانيا : الزميلتان أصلا قبطيتان

تسائلت بيني وبين نفسي لماذا تحديد الهوية قبل التعامل ؟!!! على الرغم من أن المعاملة لم تتغير كثيرا و اختفت الاسئلة والحيرة من العيون....

اليوم التالي دخلت الغرفة المجاورة كجزء من طبيعة العمل لاعلم معلومات أكثر عن تفاصيل العمل فإذا بنفس الشىء يحدث لي مع بعض الاختلاف :

الزميلة : انتي اسمك ايه ؟؟؟

أنا : سها

تصمت الزميلة متأملة ....

يظل الحديث عن طبيعة العمل مع نظرات الترقب والتفحص في أنحاء يدي والابتسامة المصطنعة التي تخفي وراءها سؤال , لم أعرف عما اذا كان نفس السؤال ام لا

لكن كما قلت لكم هناك بعض الاختلاف :

فتلك المرة الزميلتين كانتا مسلمتان....

ففي نهاية المحادثة لم تنتظر الزميلة –بترقب من زملتها الاخري- أن تعلم فيما بعد

فجاء السؤال علي " السيراميك " –اسمك سها ايه وانتهت الاسئلة عندما ظهر أول اسم يدل على هوية مسلمة...

على الجانب الاخير , وجدت المعاملة كانت في أول الامر مرحبة ولكن ليس بشىء من الطبيعية ومع ظهور الهوية الدينية بدأت الاريحية, لماذا لا اعرف؟؟؟

هل أشكر عدم ارتدائي –في السابق- علامة تدل على هوية دينية لأنه أظهر لي تلك الحقيقة المفزعة ؟؟؟؟

كم كان حزني حينما اكتشفت ان شرط من شروط التعامل هو معرفة الهوية الدينية وكم اشتد حزني لان عنصري الامة يتخذان هذا المبدأ....

هل سبب هذا هو دعاوي التدين ؟؟؟مصر كانت ولاتزل متدينة والتدين الفطري جزء من نسيج مصر وابناءها سواء بين الاقباط أو بين المسلمين...

وهل الحل في فصل الدين عن السياسة ؟؟؟؟

قطعا لا , لان الاسلام لا يحرم أبدا التعامل مع غير المسلمين....واعتقد ان المسيحية لا تجرم ذلك أبدا ...

ان التسامح سمة من يؤمنون بالله الخالق, فمن يحرمه؟!!

ولماذا رغم السلامات و بعض أدوار لأقباط في الافلام والمسلسلات لا يصل النقاش بين عنصري الامة الى حل؟

ان الاب اذا كان يشعر بأن أحد ابناءه لديه مشكلة لماذا لا يجلس معه ويتناقشان كما لازلت لا أعي لماذا هذا الابن يستعين بعنصر خارجي لا يمت للاسرة بصلة –بل يصل الى مرتبة الاعداء- حتى يحل المشكلات التي يعانيها؟؟؟؟

إن من يسلب المصريين مصريتهم هو من يثير تساؤلات حول من هو الاسود ومن هو الابيض ومن هو الشيعي والسني والمسلم وغير المسلم....

ان من يسلب المصريين عروبتهم هو من يثير تساؤلات مالذي تم اعطاءه للمسلمين ومالذي يتم اعطاءه لغيرهم ويقسم العطايا –اذا كان هناك عطايا أصلا- وفقا للهويات الدينية والعرقية إن وجد....

اذا كان هناك تفرقة في المعاملة فمن أثارها ؟؟؟ ومن بدأها ؟؟؟؟

واذا كانت قديمة ولها تاريخ , فمن يريد اخراجها من مخبأها وتدويلها حتى يصير بيت العائلة من زجاج يشاهدنا العالم ويتفرج على مدي ضيق أفقنا و ربما ليشاهد مدي تعصب المسلمين ,فهل هذا مايريده عنصري الامة؟؟!!!!

اذا كان الوسيط الامريكي سيحل القضية بين الفلسطينيين و الصهاينة وسيجلب حلا للقدس المسلوبة و المقدسات الاسلامية والمسيحية , فسوف تحل المشكلات الاقباط المصريييين بواسطة الصديق الامريكي....