الأربعاء، فبراير 08، 2012

هذا ماوجدنا عليه اباؤنا

حينما كان نبي الله نوح( ص )  يدعو قومه لعبادة الله الواحد كانوا يقاومونه
يسر لهم فيقاومونه
يعلن لهم يهربون منه
يصر و يدعو فيصرون ويستكبرون
كان محمد ( ص ) يدعو لترك الاصنام وعبادة الله الواحد فيقاومه أهله وعشيرته
و يصر ويعلن بلا جدوي الا القليل حتى جده ابو طالب كان يريد الايمان ولم ينطق شهادته
خوفا من سادة قريش
كان موسي ( ص ) يدعو قومه لنبذ عبادة الفرد الطاغية الملك و الانصراف لعبادة من لا
يطلب من عباده شيئا
جميع أنبياء الله ورسله كانوا يدعون بدعوة واحدة عبادة الله الواحد وترك ما دون ذلك
الدعوة تنطوي على المساواة , المساواة و الحرية و البعد عن تأليه الحاكم
فاذا آمن قوم نوح سيرتكون عبودية الافراد و اذا آمن أقوم محمد فسوف ينبذون نفوذ شيوخ القبائل و يتحررون لارادة الله الواحد القهار ( حتى وان اخترع احفادهم ملة ليعودوا لقيود الحاكم من جديد ) على اي الاحوال  اذا آمن  قوم موسي لتركوا عبادة فرعون و تأليهه و آمنوا بالله ومن ثم بالمساواة بين البشر لا عبد ولا سيد

جميع دعاوي الانبياء في جوهرها مساواة و حق وتكافؤ فرص و مقاومتها في جوهرها فكرة واحدة " هذا ماوجدنا عليه اباؤنا وما كنا منكرين " فالخروج من الموروث و الاعراف  ربما أصعب من الاقتناع في حد ذاته

وهكذا تجد الثورةالمقاومة و المحاربة بفكرة هذا ماوجدنا عليه أباؤنا
طوال الوقت ونحن نقابل  بجملة " كفاية كدة , مش خلاص ثورنا نرجع نشتغل بأة " و بغض النظر عن الفكر الكامن في قاع عقل مرددي هذي الجمل وبغض النظر عن افتراض هل  كانوا سيمتتدحوا الثورة الجميلة  النظيفة لو لم تنجح ام لا - فسوف نتدبر القول كفاية وما يعنيه

كفاية ثورة أم كفاية هتاف أم كفاية صوت عالي أم كفاية ايه ؟

في حياتنا المصرية الطويلة الاجل كانت هناك ثورات وانتفاضات عدة  لم تنجح اغلبها
لذا غرس في العقول الخوف
الخوف من الهتاف و التظاهر والتعبير عن الرأي و توقف حركة المرور التي تتوقف في نهار رمضان دون اي احتجاج او تعبير عن اي رأي في أي مجال وتتوقف  يوميا في الساعة الثالثة عصر من ظهر كل يوم بشار رمسيس و ميدان روكسي و شارع عبد الخالق ثروت دون أي تظاهر او احتجاج حتى اذا طالت الاشارة في العهد البائد عن ثلث ساعه اعتقد المصريون راضيين وجازمين ان " مسئول بيمر " أما لم لم يثر المصريون على مسئول يوقف حركة المرور بل والان وبعد الثورة يثورون على متظاهرين سلميين يهتفون من اجل حقوقهم

مع استمرار الغاضبون من الثورة في الحقن بأفكار التخوين في كل مناسبة
بدءا من ماسونية و6 ابريلية و برادعية و عملاء لامريكا و الكيان الصهيوني

مع اضطراب الوعي المصري حتى بعد الثورة وانجازاتها القليلة لم تزل العقول تطبق فكرة
هذا ماوجدنا عليه اباؤنا وبشدة ولم تثر علي مفاهيمها ولم تغير من اسلوب حياتها
وحتى مع محاولات التوعية و الارشاد بروح  الثورة نجد الكثيرين والكثيرات يقاومون الفكر الثوري و يؤيدون بشدة أن يظلوا عاكفين  على ما وجدوا عليه ابائهم
ولو كانوا ابائهم في ضلال ؟؟

النظام البائد لم يسقط بالكامل لازال مرتبط وتراثه حي يرزق وان حرقت اماكنه و
ادخل حبسا فاخرا و تلك السلاسل التي تخاف ان تلقي مصير المحاكمة
تنهش باظافرها حتى لا تسقط وراء القضبان حتى لو قضبان فاخر وبمعاملة حسنة ومختلفة او صفقة غير مأمونة  و المسئول يغض البصر لان الفساد طال الجميع

و يجب احتواء الفكر الثوري واقتصاره على ازالة الرأس و بعض من اتباعها
ثم توجيه المرحلة التالية بالطريقة ذاتها قبل الثورة
ومن ثم أي  فكرة ثورية و محاولة للتطهير الحقيقي تعيدنا للاحساس بالخوف وخصوصا ان اقتصادنا متهالك و سوء الانفاق هي سنتنا الكونية قبل وبعد الثورة بعام واكثر كام
من الافكار التي وجدنا عليها اباؤنا ان غلق محال   لسلعة حيوية ليومين متتاليين سيؤثر سلبيا على اي شىء وهل يؤثر الصيام على الامعاء ؟؟؟

وان الامتناع عن  اطلاق وسائل المواصلات ليومين متتاليين سيوقف الحياة وهل
لو لم نذهب لاعمالنا يومين تتوقف الحياة وكأن كل يوم عمل هو انتاج لمصر ؟؟؟
لنراجع ساعات عمل المصريين صافي شهريا  لنعرف هل نعمل فعليا ام لا

ماذا  لو حدث كل هذا تدريجيا وبشكل تهديدي ؟؟
وماذا لو اتحدنا  في افكارنا ونبذنا الخوف فعلام نخاف ونحن غارقين في الذل لسنوات طويلة
وكنا نحمد الله وحاكمنا ونظل له عاكفين  ونجسد فكرة الاب في الحاكم ورب العمل وكل شىء  ونقدس الكبير  وايضا ظللنا في الذل و القمع سنوات اطول

لا اب لنا سوي حريتنا و قوتنا
فظلال الحاكم وعقله  لاتزال تدير و من ضحوا و اقاموا دولة العدل بميدان التحرير يستحقوا ان يقترحوا وان يستمع اليهم الناس وان يقودوا
وان لا يخونوا ومن استفادوا من نجاحهم يجب ان يقفوا لهم احتراما ويستمعون لهم لا لحساباتهم السياسية
اما الغالبية التي ربما ناصرتهم و وفرحت حينما نجحوا ومنهم من يصرون على الاكتفاء
خوفا ....خوفا ...خوفا

نقول لهم لا تخافوا ........فما استحق ان يولد من عاش تحت غيوم الخوف