الأربعاء، نوفمبر 03، 2010

كآبة الأمعاء

المعدة بيت الداء....
وقلب المرء..... وجوفه وأعتقد منها تنبع روح المرء....فيها معاشه وجوفه ما يأكله يقبع فيها
وما يكبته من مشاعر و صفاء نفسي من عدمه ...أيضا يقبع
مهما يجمل مظهر المرء ومهم حسنت قسماته او كثرت زينته وحتى تخايله امام الناس فإنه يحمل بقايا الطعام في جوفه
إما يشعر بهذا فيفيض تواضعا وإما يغتر بما يجمل مظهره وينسي ما يحمله في أمعائه....
استيقظت ذات يوم ثلاثاء على الام بأمعائي.... وانتفاخا في بطني ظننت انه رفيقي ....قولوني المتمرد دائما
فتجاهلته وذهبت الي عملي.....لم يصمت وعبر عن تمرده بشدة حتى صرت لا اتحمل خبطاته كالطفل العاصي...
غادرت العمل مسرعة فبادرني هو ( قولوني) بافراغ مافي جوفي بقوة وبلا أدني تحكم.....
ثم أفرغت مافي جوفي أيضا من مكان آخر أيضا - أعزكم الله
و لا تزال عملية افراغ مافي الجوف مستمرة حتى دارت الدنيا من حولي وظننت ان هذذ هي النهاية ويريد ربي بافراغ مافي جوفي
تمهيدا لمقابلة وجهه الكريم الذي أشتاق اليه كثيرا نظيفة خالية من كل دناءة الجسد و قاذورات حياتنا الدنيا....
تصببت عرقا و برد جسدي كله وسرت رعشة ...ظننت انني أسمو فوق تلك الحياة....
وتم اسعافي بحقنة لايقاف عملية افراغ الجوف ربما لربطي بالدنيا مرة أخري.....لماذا اتركوني أسمو فوق تلك الحياة
اتركوا جسدي ليفرغ مافي داخلي ربما أتطهر....
نمت أو بالاحري آثرت الموتة الصغري .....الميتة الصغري تتخللها بضع محاولات لافراغ مافي جوفي حتى صرت أخرج مياها
أخرج سر الحياة
فهرول من هم في دمي لأذهب الى المشفي.....التي تنتمي الي نظام التأمين الصحي الخاص بعملي....كحق من حقوق الموظف
في بلدنا الجميلة.....نعم جميلة هي وحدها دوننا جميلة
قات الطبيبة العجوز بسؤالي عما تناولته من طعام....فأخبرتني انه من جراء طعام مسمما وإن الطعام خارج جدران بيتي يسمم
جوفي .....كيف هذا ؟ وأنا أري أمعائي ربما تريد افراغ مافي نفسها وتريد اعادة دورتها الحياتية وبدء صفحة جديدة
كأي انسان أو كأي جهاز حاسوبي حينما تنهك قواه نقوم بعمل " ريستارت " له
أردت أن اخبرها ان أمعائي تريد " ريستارت "
كتبت لي أدوية عديدة تفيد باصابتي بتسمم.....رغم اننا نعيش حالة تسمم غذائي واجتماعي وسياسي منذ سنوات عديدة
أردت الراحة فقد تطلبت عملية افراغ أمعائي اصابتي بهبوط حاد لا يجعلني أقوي على السير خطوات قليلة
فقد تم سحب جميع سوائل جسدي .....
فزعت الطبيبة وكأنني طلبت منها عملية غير شرعية لاعادة شرف لعائلة شرقية تحفظ ماء وجهها ......قالت
" شركتك بتعمل مشاكل مع اللي بيدي إجازات مرضي....مينفعش اديكي إجازة ...مينفعش ....مينفعش " ورددتها كالمحمومة
سألتها عن ضميرها المهني وتعارضه مع تعليمات "شركتي " التي تقف بالمرصاد للمتمارض فتكون النتيجة مزيد من
الإجازات المرضية الاستراتيجية ......!
وهل يخاف الطبيب الكبير من تعليمات شركة أم أن قسم أبقراط قد صار روتينا والقسم الان هو
أقسم أن أكون وفيا وأمينا لمن يدفع لي ....ومن يأتي الي عيادتي ومن يأتيني عيادتي أعدك يا الله بأن
أعمل على استنزاف كل مافي جيوبه وافراغ مافي جيوبه اما بأشعه أو بتحاليل أو بأدوية لشركات ما
أو بفتح شغل ".....هل هذا هوقسم الطب ؟
وهل يتساوي المتمارض و المريض؟
تحتاج تلك الطبيبة إلي افراغ مافي جوفها ربما تعيد النظر في الحياة و نظرتنا لها
ربما يحتاج المسئولون عن " المتمارضون " في شركتي إلي افراغ مافي جوفهم.....
ربما يحتاج الجميع الي افراغ مافي جوفهم ومافي عقولهم حتى نعيد التفكير في حياتنا وتصرفاتنا
ربما نحتاج إلي " ريستارت "



ليست هناك تعليقات: