الاثنين، أكتوبر 04، 2010

ذكريات اكتوبر

بدا النوم ثقيلا في جفنيه بعد سهرة أمس , فقد كانت فريدة غاية في اللعب و اللهو والتألق فباتت تلهو وتلعب حتى استنفذت طاقته وطاقة الام والجدة أيضا...

جفنه متثاقل واليوم عطلة نصر أكتوبر العظيم....

لا يعي من هذا النصر سوي حكايات وحواديت ...فقد كان وقتها صبي تشغله الألغاز و اللعاب الصبيانية , في تلك الحقبة كان الاب غير متواجد ولم يكن يحكي عن الجيش مع أسرته وكانت الام هي همزة الوصل بينه وبين أخيه و الأب...كان وأخيه يدركان مدي حرج منصب أبيهما , وبالتالي لم يشعرا بأنهما كأي صبية كانا يشعران بأنهما من الصفوة وليسا كأبناء أية أسرة ....

بعد الافطار و اللهو بالابنة الجميلة دخل إلي مكتبه ليبحث عن كتاب عن حرب أكتوبر لا يعلم ما لذي دفعه ليستحضر روح أكتوبر رغم انه شهد عشرات أعياد أكتوبر ولم يفكر في استطلاع أي شىء عن أسرار تلك الحرب ولا كواليسها....اليوم فقط أراد أن يتطلع عن بعض منها...

وجد كتابا للأستاذ هيكل وبينما هو منهمك في القراءة –رغم انه لا يهواها – فإذا بالمكتب يقل ضوءه تدريجيا وكأنه تحول ألي كهف ويضيق المكان وكأنه تحول إلي كهف بلا باب....

في أحد الأركان يبزغ ضوءا ساطعا ليلقي انعكاسا على جسد انسان طويل القامة ذو عيون نفاذة تنفذ إلي أعماقك وتصيبك بالرهبة عند النظر اليهما

إنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ينظر إليه ضاحكا بعيون براقة واسعة كعهده سائلا :

" انت بأة جيمي " ....

يتردد قائلا محاولا أن يبتلع ريقه بصعوبة فلا يعرف فيومىء برأسه ايجابا.

" يكون في علمك مصر دي مش عزبة ولا عمرها كانت عزبة , وكل اللي كانوا فاكرينها عزبة راحوا وهي فضلت زي ما هي..."

تنتاب جمال شجاعة مفاجئة ليقول :

" هي مش عزبة وكل واحد من حقه انه يسعي لتحقيق اي طموح بيها , ايه المشكلة انت لو مكنتش توفيت كان زمان بأة فيه كلام عن خالد عبد الناصر رئيسا انطلاقا من شعبيتك الطاغية وحصلت في بلاد عربية تانية أكيد عارفها....بلد انت بتحبها أوي كمان...."

يظهر الغضب بالعيون الناصرية المميزة نافيا بشدة : " عمري ما دخلت أسرتي في السياسة والى الان عملوا بوصيتي ولم يدخلوها..."

يسمع تنحنح قادما من الركن الآخر بالحجرة فيظهر ضوءا خافتا نسبيا لينعكس على قامة ممشوقة أقل من نظيرتها بالركن الناصري...

يتدخل الرئيس السادات قائلا :

" محدش فينا يجرؤ يعمل اللي بيتعمل دلوقتي دة لا أنا ولا عمك جمال فكرنا في كدة , إحنا يابني خايفين عليك ....إنت مش أد مصر...ولا شعبها"

يقطب جمال جبينه غاضبا : " ترتدون اليوم عباءة الناصح وكل منكما له أخطاءه القاتلة , القدر فقط هو الحائل بين توريث ابنائكما قطعة من مصر فلا تتدعا الملائكية..." يهم بالخروج من الحجرة....

لكن يستوقفه جدال بين الركنين الساداتي والناصري يعلو فيها الصوت الناصري و ينخفض الصوت الساداتي احتراما واجلالا للزعيم....

ينظران له خارجا محذرين.... " لا تمض في طريقك يا بني ...لا يغرك بالدنيا والزعامة الغرور...."

يصيح مسكتا إياهما ليجد نفسه ما يزال نائما فيفتح عيناه مندهشا ليجد وجه ابنته تضحك له بكل براءة عالم الاطفال ....يود أن يعود طفلا يوما...

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

ياريت الموضوع بالبساطة دى يامرجانة ....المشكلة مش فيهم ,المشكلة فينا أحنا الشعب ...سلبيتنا وسكوتنا بيغروا اى واحد يركب ويدلدل ولا واحد من التلاتة كان عدل رغم ان السادات بتشفعله حرب أكتوبر لكنه انهاها بمعاهدة أقل ما توصف بها إنها (مسخرة) وبسببها شاربين الذل إلى الأن وعبد الناصر لم يكن منزه هو الأخر ولكن بصراحة أحنا كشعب بنحب يضحك علينا ونعيش الوهم اللى كان أسمه ثورة مع ان مفيش واحد من الشعب ثار !!!!
وها أنت ترى ما وصلنا اليه اليوم من أحوال متردية فى كل مجالات التنمية بقيادة قائد مسيرة الفساد محمد حسنى مبارك عليه وعلى ابنه :)
منورة المدونات كلها يا مرجانة :)