الجمعة، يوليو 14، 2017

18 يوما

اجلس الان بشقتي الواسعة العريقة أتشمم رائحة التاريخ الممزوجة برائحة العطن والصرف الصحي الذي يريد ثغرة حتي يطفح...
أختنق برائحة شقة أكل عليها الدهر وشرب ومايزال الامل هاجسا بين طيات جدرانها العريقة, لقد فسدت..
علي أن أنظفها قدر استطاعتي..
كنت في الماضي أغدق علي جيراني العطايا والهبات حتي نزلت علي جيراني ثروات وهاجم الفقر شقتي ودك الزائل بها وترك ما لا يقدر بمال ...
فصرت أطلب باستحياء احيانا من جيراني ما يساعدني علي المعاش رغم ما امتلكه من كنوز لا تقدر بمال ..
اولادي كبروا وصاروا لصوص يبيعون ما لدي دون ان ادري , يخربون ما أحظي به , ويتركون ماربيتهم عليه ليصيروا مسوخ تأكل أي شىء أزرعه..
أين فداديني الخضراء التي وزعتها عليهم ؟
أين هي يا اولاد ؟
لقد جرفوها  ليشتروا بها ثمنا قليلا ,وبعضهم صار ينام ويصحو علي مكيفات تطلق دخانا يغيب ما تبقي من عقل, فانتحر المنطق..
علي أن أنظف وأطهر...
باعني ابني لثري  من جيراني فمص دمي ودماء بناتي وفض بكارتهن وهرب تاركا اموال شرب ابني بها مكيفا يصدر دخانا يغيب ما تبقي له من عقل فانتحر منطقه...
دخل بعض اولادي في حلقات تنأي بهم عن الواقع وتعدهم بحور عين ابكارا متجددات بيض كالدر المكنون مع شقق وفيلات تطل علي انهار من لبن وخمر وعسل , رغم ان الخليط عجيب ويوحي بمجتمع مريب بجنة يلصقوها بالاله العادل الرحيم لكنني ارتضيت لالتزام اولادي وآثرت حبهم لله عن القلق بشأنهم ..
فكان التزامهم بطقوس الله فقط وانتماءهم وتدينهم لزعيمهم , فانتحر المنطق !
حرص بعض جيراني علي أن يجعلوا من ابنائي تابعين لهم ايديلوجيا-بتبعية المال- فحاولوا مسح هويتهم وزيهم وعاداتهم تحت عباءة الدين فاتبعهم اولادي حبا لله ,فاتضح ان الله يحبنا  بكل الواننا وانواعنا..
حرص من هم بلا تاريخ أن يشتروا تاريخي فاتبعهم اولادي الذين لم استطع تعليمهم جيدا..
علي تنظيف وتطهير كل هذا...
يوما صحوت علي مشهد احد اولادي ممن ارتدوا ملابس رسمية بغرض حماية المنزل يفتك بأخ له صائحا سابا ,شاتما ولاعنا الدين والام والشرف..
كان كابوسا كما اعتقدت وحاولت الاصلاح بينهما لانهما أخوة فابني ذو الزي الرسمي يتعالي علي كل من في المنزل حتي انا وابني المعتدي عليه يصرخ:
" انه ليس ولدك انه عمل غير صالح"
بت أصحو كل يوم علي نفس الكابوس وان يعتدي ذاك الابن الرسمي الزي علي احد اخوته حتي صار واقعا متكررا ومع تكراره صار اعتياديا ومع الايام والشهور صار جزءا من حياتنا أن يفتك هذا الابن باخوة له..
استفحل المشهد وقتل الاخ ( ذو الزي الرسمي ) أخيه ...
صار للقاتل جمهورا وللمقتول جمهور وانا بينهم...
علي أن أنظف المنزل جيدا ومن العمق..
صحوت يوم عطلة رسمية لأنظف وأطهر البيت مما علق به واحاول استغلال ما أمتلكه ولا يقدر بثمن ولا يدرك اولادي قيمته ويعتزمون بيعه..
منذ الصباح الباكر الباكي النقي البارد قليلا فتحت النوافذ وأزحت التراب .
يعترض احد الابناء( ذو الزي الرسمي ) صائحا انني أتسبب في فوضى !
كانت طبقات التراب كثيفة ومدوية سببت غبارا كثيفا أثار انتباه من حولي وبت محل مشاهدة جميع العمارات المجاورة..

 لكنني شرعت ولن أتوقف.















ليست هناك تعليقات: