الخميس، أبريل 10، 2008

فى الاضراب حياة

اعتقد انها البداية , بداية النهاية , نهاية عصر و بداية عصر ولكن الشعوب لا تنتقل من مرحلة الى اخرى بسلاسة او بسرعة .نعم الاضرابر بغض النظر من نجاحه وفشله هو البداية و البقية تاتي ....
طلاء الصحف باللون الوردي لن يجدي , طلاء البيانات الحكومية وتجميلها بالاراقام لن يجدي, تزوير الانتخابات و ضرب كل معترض على التزوير و سحله لن يجدي , ارهاب الشعب بكل قوانين الدنيا لن يجدي , لانه اذا وصل الامر الى الخبز فكل ما فعلته الحكومة سينهال عليهم سريها وبتدفق غريب .
الثورة و الغضب يحتاج الى سبب صغير وتافه ليفتح الهويس على اسبابا ماضية مسكوت عنها و تراكمات وذكريات اليمة ...
ذكريات من ماتوا فى طابور العيش -لا تقل لي سلوك بشري ولكنها تظل ذكري- ذكري من ماتوا غرقا واضعين حياتهم فى رهان ضعيف لاجل الهروب من جحيم الوطن الذي لم يحقق له احلامه -أليس من حقنا الاحلام ؟- ذكري من يغيبون لسنوات بدون تهمة واضحة او جرم كبير ذكري من يموتون من تعذيب باشوات الشرطة و ذراع حبيب العادلي واصابعه..ذكري من ماتوا فى العبارة ...ذكري من اختفوا للاسلمة ثم عادوا بحكايات تثير الغضب و الفتنة ...ذكري من ضاع حقهما فى طائرة امريكا و حرب العراق و حرب الخليج و الريان واشباهه...
ذكريات اليمة للوطن و للحكومة و العصر المتداعي و لم يعد يجدي " اللفتات الابوية للرئيس ولا التحالف مع الفضائيات و لا الاحزاب ولا الارهاب البوليسي , لم يعد حتى يجدي الهاء الناس باي قضية ولا الزيادة للرواتب ولا اي من الالاعيب الحكومية ... فقد طال عصر مبارك و طال الضجر و أينع الفساد و كثر الحديث عن الفضائح و الكبت و امتلا الجميع بالغضب و امتلأ شباب الامة بشهوة التغيير و الرغبة فى احداث واقع آخر بعد ان امتلأوا بالاحباط المتتالي .
كلما كبر و علا الفساد عن اخره ووصل الغضب الى مداه يأتي الرئيس المنقذ فى اخر لحظة -مثل الشرطة فى الافلام العربي - للتدخل و انقاذ و تعديل كل مائل , يتدخل من اعلي حصانه العاجي لان " سيادته مشغول دايما " ..انها الصورة الدائمة التي تظهر فى اغلب الاحيان ولا اقول انها وليدة التخطيط وانما جاءت كفكرة طرأت على احد صناع القرار فى ليلة ما او جلسة ما ...
انها نظرية الاستئصال و المسكنات التي تسيطر على حياتنا و بلادنا العزيزة المظلومة معنا ولولاها لما قامت الثورات و لا الاحتجاجات
النظرية تقول ان الحكومة الرشيدة عندما تجد موقفا او مشكلة تسعي لقطعه او استئصاله ولكن فى اغلب الاحوال تستخدم المسكنات و الحلول المؤقتة كالضمادات التي تكتم نزيف الجرح او البن لسد النزيف احيانا دون هلاج للمشكلة من جذورها ...
المظاهرات تعالج بتفريقها و رش الغازات او الضرب بالهراوات وليس السعي لحل سبب المظاهرات بل واحيانا يتفتق الذهن الامني بحيلة لا تعالج الامر بالطبع وانما تحله و تصرفه ارهابيا - وهي دس مجموعة من المسجلين خطر او المسجونين (الذين هم تحت تصرف الداخلية دائما ) وسط المتظاهرين و الغاضبين و قيادتهم وتوجيههم للتخريب او لفعل ما يعطي الذريعة للدفاع عن امن مصر ...
الفتنة الطائفية و هروب المسيحيات و جماعات التبشير المسيحية و اسلمة المسيحيين هل يتم الحل؟ ابدا
الحل فى المسكن
هروب الشباب الى الخارج و المراهنة بحياتهم هل يوجد حل ؟ ابدا مسكن ايضا وان وجد
غلاء الاسعار و احنكار السلع ؟ هل يوجد حل؟ او حتى السعي للحل و العلاج ؟ابدا , ترك الحال على ما هو عليه و على المتضرر اللجوء الى اي شىء اخر للتعبير عما فيه وسوف يجازي و يعاقب عقابا شديدا اذا عبر و اراد التغيير و الحل ( يعني مش عجبني و هتضرب )
اذن فالاضراب و تكراره هو الحل و نظرية غاندي فى الثورة و الاحتجاج الصامت هي الحل ؟
لا ادري حقيقة , بل افكر معكم ..
ان الانقلاب العسكري بمنتفعيه و اقطابه ينتج عنه نجاحا فى البداية ثم تاتي دبابير الفساد لتعشعش فى شجرة النظام و تبدا نظريات المؤامرة فى نسج عش الفساد و الدولة البوليسية تظهر من جديد و اعداء النظام يصير هو الامر الواقع و فرض الراي و النظريات و التاجيل المؤقت للديموقراطية حينما يكون الشعب جاهزا هو الحل ...هل نريد ذلك؟
ام الحل يكون فى دكتاتور محبوب زعيما حقيقيا يكون فارس مصر و المصريين يقود السفينة و يؤمها ولا رأي يعلو بعد رايه لكنه يكون نزيها و نبيلا و متعاطفا و منحاز للفقراء ؟؟؟ انريد ذلك و نستغني عن حكم الشعب و الديموقراطية الحقيقية لاننا لا نجيدها ؟؟؟ لا ادري
ام الحل يكون شعار " الاسلام هو الحل " و الشريعة هي المنهج والشيوخ هم القادة و المفكرون والتشجيع على اجتهاداتهم فى ضوء السلف هو الطريقة لخروج مصر بعيدا عن غياهب العولمة و اضرار الانفتاح على العالم الخارجي و الثقافات الاخرى ولكن .. هل ستتحول الدولة الاسلامية و " جمهورية مصر الاسلامية " الى الفساد و الزندقة ؟ و تتحول الشرائع و مناهج المستوردة من اراضي الحجاز الى صكوك غفران و يصير الشيخ الفاسد داقعا للناس للخروج من شرنقة الدين و تفضيل الحياة بدون دين على العيش بدين كاذب ؟؟؟هل ستتحول الدولة الاسلامية من التسامح شيئا فشيئا الى التطرف و الكبت و عدم قبول الاخر لانه فعل كذا وكذا مما يخلق اعداءا فى الخارج و الداخل و يعود لتطل الدولة البوليسية من جديد ولكن بثوب شرعي اسلامي هذه المرة ؟؟؟
لا ادري حقا كل تلك التصورات لخريطة مستقبلية وحياة اخرى مصر مقبلة عليها وحتى ان رسمت دبابير النظام منهج وتصور اخر مثل الحياة فى المدن الجديدة و مدينتي و دريم لاند أم سيكون للقدر رأيا اخر؟

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

جميل انه كون الاضراب بداية النهاية لن المؤسف انه يكون بالصوره دي اختلاف المعارضه وسطوة البلطجيه لازم نكون واعيين لاي خطوه نعملها لان الانطباع الاول يدوم وهيتربط عند الناس صورة ان الاضراب نولع في المدارس وننهب البلد ونطحن الامن المركزي الغلبان اللي هو اصلا مطحون اكتر مننا

مقال راااائع
ربنا يوفقك

eng.ama85@yahoo.com

Unknown يقول...

انا متفق معاك ان الاضراب هو بداية النهاية ببنظام الحالى وان الناس دى ريحتهم فاحت ولكنى مختلف معاكى فى ان الدولة الاسلامية هتكون دولة بوليسية بثوب الاسلامى
احنا جربنا حاجات كتيره اوى .تتركة..جلنزة...قومية عربية...اشتراكية...انفتاح.....لكن الحل الاقرب احنا مجناش جنبه..على الاقل نبقى جربنا كل حاجة ومش هنخسر لكن انا اضمنلك ان لو الشعب بنفسه اسقط النظام الحالى،مفيش حاكم ظالم هيصمد مهما كانت قبضته ..حديد او صفيح
وشكرا على السلوب الرائع

مرجانة يقول...

ايه ام ايه
اشكرك على مرورك
كلامك صحيح مية المية ولكن الوعي القفاي و التعقل هما عاملان ينقصان الجماهير مع بعضها فالحماس يتأتجج مع العقل الجمعي -ايه دة ؟ايه الكلام الفخم اللي انا بقوله دة؟ ههههههههه
انا قصدي الناس مع بعضها بتتاجج وتتحمس اكتر
تحياتي ليك
مصطفى ساساتيفا
صديق مدونتي العزيز
عندك حق وايه يعني لما نجرب الي مجربنهوش
ولكن اعتقد ان الاخوان اصلا مش راغبين فى الحكم بجدية بدليل انهم لا يسعون بجدية ولا يفكرون فى اقامة ثورة اسلامية مثلا ؟؟؟ مثل ايران؟
عموما الايام ستكشف
تحياتي