الثلاثاء، ديسمبر 30، 2008

قلبي الساذج العبيط


بالأمس جاء لزيارتي معاتبا مغاضبا لأنني "لا أسمع كلامه ولا أنفذه" ....
عاتبني بشدة ولامني وكاد أن يمسك يدي بكفيه الحبيبين الدافئتين دائما والناعمتين طبيعيا ليضغط على يدي بقوته الذكورية التي تؤلمني أحيانا ليضغط على كفي فيذوب كفي تماما في قوته ويأبي عقلي أن يذوب بل ينتفض ليهب ويثور ليأمره بالا يفعل ذلك مجددا ويتحرك قلبي العبيط الساذج وتسرع ضرباته وهو يري هذا الحادث ولا يتألم ولا يتأثر بل يخاف أن يغضب حبيبه الدكتاتور أو يتركه ويرحل....
يأمرني حبيبي بلهجته الخشنة بأن أنفذ مايراه صوابا وأن أرتدي مايراه مناسبا له -ليس لي - فأنا أمثله الان في المجتمع .يأمرني بلهجة ذكورية متخوشنة بأن لا أصادق تلك الصديقة التي لا تعجبه وبأن لا أخرج معها و
بأن لا أذهب إلى هذا الكافيه أو الى السينما معها أو مع غيرها...,
بأن لا أذهب لعمل بطاقة انتخابية....
بأن لا أجلس الى الانترنت طويلا .....
بأن لا أذهب للادلاء بصوتي في استفتاء تعديل الدستور....
بأن لا أذهب الى الادلاء بصوتي في انتخابات الرئاسة...
يغار دكتاتوري من مغازلتي لحسن نصر الله
يغار من تأييدي وتعاطفي مع أيمن نور
ينظر لي بغضب واضح يتوقع من خلاله أن أرتجع..
تنطق عيناه المحببتين إلي بغضب عارم ونار تحت الرماد ,فيفرح قلبي العبيط الساذج لمجرد محاولته أن يسيطر على مفاتيح مداركي وأبوابي في الحياة ووعيي السياسي و المجتمعي والديني أيضا...
يريديني أن أستمع الى من يستمع لهم
يريدني أن أنصت الى برامجه
يريدني أن أنصت الى برامج انتخابات حزبه
يريدني أن أقتنع بكل ما يلقي الي
يريدني أن أقرأ صحف نظامه
يريدني راضية
كل مافي يرضي نعم يا حبيبي الا عقلي ....هل تدركه؟
يرفض عقلي كل نظرات حبيبي الغاضبة ولا يرتجع فقط ما يرتجع هو قلبي الساذج العبيط.
آآآآه من غرامي
آآآمن قيدي
آآآه من حبي ضعفي
قدري أن أغرم بدكتاتور
بالأمس أغرمت بدكتاتور فارسا أوقعني بمشكلات وأدخلني بحلمه في صراعات
ثم أغرمت بدكتاتور آخر أقل حدة منه لكنه تركني في سلام مع أعدائي يكيدون بي
وماذا بعد؟....
هل كتب علي دكتاتور آخر ؟ ألا ينفع معي سواهم؟ ألا أستطيع أن أختار حبيبي؟؟
وهل في الحب اختيار ؟ دائما يفرض علي دكتاتور وأغرم به وأتمني أن يراعي الله في
فأذوب فيه حبا وهياما ولا يقبله عقلي , هل اذن المشكلة في عقلي؟؟
جزء من تكويني المصري وجيناتي العربية التركية الفينيقية الفرعونية الاغريقية الاصيلة يميل نحو غرام الدكتاتوريين.
جزءا -لا بل كل - من تكويني وطبعي المكتسب كامرأة شرقية تحب أن يحكمها دكتاتور تطلق عليه " رجلا " ,أحب أن ينهرني رجلا فأصمت ويفرح قلبي الساذج العبيط بذلك ويقبع عقلي غاضبا ولكن صامتا أيضا.
بالأمس البعيد نهرت جدتي المصرية المنتقبة العسكري جوني الانجليزي لانه وقف في طريق انتفاضتها وثورتها ولم تنهر زوجهاالمصري أو أخيها حينما ضربها لأن صوتها " عالي " أو " لانها لم تحضر الطعام " أو " لانها تريد اختيار شريك حياتها " ....!!
تجري في شراييني فكرة أن ظل الرجل بديلا عن ظل الحائط...
غرامي بحبيبي الدكتاتور موروث رجالا ونساءا فإذا تنحي وانسحب حبيبي من حياتي ,غضبت ورت ورفضت أن يتركني..حتى وإن عاد ليسجنني ويعمل مايحلو له في..
اذا حرمني من حرية الادلاء برأيي وحبسني أثور وأغضب فيصالحني ويخرجني قليل من السجن فيهلل قلبي الساذج العبيط لحنوه علي ويرفض عقلي تلك التمثيليات الرديئة.
اذا حرمني من حرية الاعتراض أن يكون لنا وريثا مباركا يسجنني مرة أخري ويتركني في سجنه , فيفرح قلبي الساذج العبيط لزيارته المتباعدة ويغرم بنظراته الحنونة ويرفض عقلي أن ينظر في قسمات وجهه الحبيب الدكتاتور وتحن يدي ليديه الباطشة بي وتنهشني رأسي لانها ترفض ....حكمه
جريمة ارتكبها في حق عقلي يوميا لغرامي وقد قيدت القضية ضد مجهول أو نسبت لمختل عقليا وتم حرق مستندات غرامي ولم يحرق غرامي سوي قلبي الساذج العبيط.
حين لتلو أحكامه وقوانينه وتعليماته تسمع أذني وترتاح عيوني عند الهبوط على أرض قسمات وجهه المحببة إلى نفسي وتتسارع ضربات قلبي الساذج العبيط لترجمة تلك الاحكام إلى أدلة حب , فالحب تحكم وأنانية وسندات ملكية ويود عقلي الانسحاب من تلك الجلسة البغيضة والحديث البايخ ويؤثر الانصراف فتتمسك به خلجات جسدي كما تتمسك بتلابيب عقلي حتى يظل هنا قابعا وألا يتركني وحدي وحبيبي الدكتاتور وثالثنا قواي الضعيفة أمامه فأنهار بين يديه.
يعنفني عقلي قائلا هل اذا كان ديموقراطيا كنت ستغرمين به؟!!
هل اذا أعطاك حرية الادلاء بصوتك فيما يمليه كنت ستحبينه بجنون؟؟
هل اذا أعطاك حرية اختيار مسارات حياتك ومن يتحكم في أراضيك ومن يحكمك كنت ستولعين به؟؟؟!!
هل اذا نفذ ما تريدين وساند من تساندين كنت ستطلقين عليه "رجلا " ؟؟؟
أم إنك لا تغرمين سوي برجل قوي الشكيمة ,عالي الصوت مولع بقيادة النساء ويأبي أن تقود النساء حياتهن أو حتى سياراتهن لتذهب للادلاء بأصواتهن -ففي أصواتهن فتنة وعورة ....!
اذهب !! اذهب بغرامك لدكتاتور ,عنصري , كاره لآراء الاخرين ,مسيطر ,متحكم ,مركزي غير فيدرالي, وارثا لحكمك ابنا عن حفيد...
ياربي !!! سأغشي علي من صراعات نفسي ,فكل مافي وجهي ,عيوني أذني ,جسدي , قلبي الساذج العبيط ,كلنا نستحث عقلي أن يستسلم لنا ولحبيبي الدكتاتور دون جدوى
دون جدوى....
دون جدوى....

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركلته
كعادتك يا مرجانه متألقه دائما مبدعه ولن بنضب ينبوع الاحساس من عندك

بس ده كده مش حب يا مرجانه ده استعباد الحب فى رأيى تضحيه وليس استكانه ضعف ولكنه قوه انانيه مع بعض الالم
اغفرى لى رحيلى عن عالمكم واسمحى لى ان اتطفل عليكى من ان الى اخر

سابحة فى بحر الحياة يقول...

من جميل إلى أجمل ...و من أبداع إالى أبدع....
حلوة جدا يا مرجانهو خوصصا قدرتك الرائعة علىالمزج بين افكارك السياسيةو الرؤى الحياتية
مبدعة
تحياتى

Ehab يقول...

لا يا ماما لا ده اسقاط سياسي
يعني سياسي

انتي مصر
هو سونه

واحنا اللي هيورثونا

بس سيبك انتي جامد البوست بصراحه
نرد بقى نقول ايه يا هوبه
-----------------

ديكتاتور
افي حياتك هكذا اسمي
اتفضلين عني من ازاح رجولته
ليظل يحي في حياتك كالديكور
بثلاث احرف تنزعيهم من حروف اسمي
قد اصير بلا رجولة او هدف
او تطمحين لمن يفك القيد عنك يحررك
او تطمحين لمن كرامته وغيرته عليكي
قد اصابهما العفن
لا تلبسي لا تخرجي
لا تضحكي
لا تصرخي
والف شيء في قوائم محظوراته
لكن عيناك الجميله لو يركز نظرها
وقلبت صفحات الحكايه بيننا
لرأيت ايضا لن اخون
لن اهين
ولن ابيع
ولن ابخس قدركي
يا حلم عمري المخملي
انا لست ديكتاتور
بل انا حر اغير


------------------------

سلااااااااااااااااااااام
اخوكي ايهاب

chaos يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
chaos يقول...

مرجانه
يغلب عقلك علي مشاعرك و هذا أمر مميز يجب ان تحترميه لانه هكذا انت لا تحاولي التغير لانك ستفقدي هذا و ذاك،
الشرقي يعشق أدوار البطولة و المرأة مهما بلغ نفوذها تحب ان تخضع لرجل أحياناً، فمن الذكاء ان تكون غبياً بعض الوقت
عادة نحن رجال و نساء لا نحب من يختلفوا معنا في الرأي و لكننا نظل نحترمهم ابد الدهر.....
عجبتني.....
have a good one