عندما استلمت العمل ,دخلت الحجرة فوجدت زميلتين مبتسمتان ترحبان بي فاستبشرت خيرا بهن...
كنت أشعر ان الابتسامة تخفي شيئا أو ترقبا , رغم الترحيب و اجاباتهم على أسئلتي غير ان الشعور ظل يراودني طوال اليوم بأن هناك سؤالا غير مجاب مني لكنهن لم تسألان ماهو...
في منتصف النهار بدأت الزميلة تعرض علي عريسا , اندهشت من عرضها عريسا وهي بالكاد تعرفني قالت انه صديق لزوجها ويريد " بنت حلال " ؟؟؟؟
استمرت المحادثة مابين اندهاش مني ومحاولات اقناع منها كانت حجتها فيها
انها توسمت في خيرا وأن المقابلة الاولي عليها والقبول وما يليه مسئولية الطرفان....
ازدادت دهشتي ولم تقل أبدا لاكتشافات عديدة:
أولا: الزميلتان كانت تريد معرفة عما اذا كنت قبطية أم مسلمة
ثانيا : الزميلتان أصلا قبطيتان
تسائلت بيني وبين نفسي لماذا تحديد الهوية قبل التعامل ؟!!! على الرغم من أن المعاملة لم تتغير كثيرا و اختفت الاسئلة والحيرة من العيون....
اليوم التالي دخلت الغرفة المجاورة كجزء من طبيعة العمل لاعلم معلومات أكثر عن تفاصيل العمل فإذا بنفس الشىء يحدث لي مع بعض الاختلاف :
الزميلة : انتي اسمك ايه ؟؟؟
أنا : سها
تصمت الزميلة متأملة ....
يظل الحديث عن طبيعة العمل مع نظرات الترقب والتفحص في أنحاء يدي والابتسامة المصطنعة التي تخفي وراءها سؤال , لم أعرف عما اذا كان نفس السؤال ام لا
لكن كما قلت لكم هناك بعض الاختلاف :
فتلك المرة الزميلتين كانتا مسلمتان....
ففي نهاية المحادثة لم تنتظر الزميلة –بترقب من زملتها الاخري- أن تعلم فيما بعد
فجاء السؤال علي " السيراميك " –اسمك سها ايه وانتهت الاسئلة عندما ظهر أول اسم يدل على هوية مسلمة...
على الجانب الاخير , وجدت المعاملة كانت في أول الامر مرحبة ولكن ليس بشىء من الطبيعية ومع ظهور الهوية الدينية بدأت الاريحية, لماذا لا اعرف؟؟؟
هل أشكر عدم ارتدائي –في السابق- علامة تدل على هوية دينية لأنه أظهر لي تلك الحقيقة المفزعة ؟؟؟؟
كم كان حزني حينما اكتشفت ان شرط من شروط التعامل هو معرفة الهوية الدينية وكم اشتد حزني لان عنصري الامة يتخذان هذا المبدأ....
هل سبب هذا هو دعاوي التدين ؟؟؟مصر كانت ولاتزل متدينة والتدين الفطري جزء من نسيج مصر وابناءها سواء بين الاقباط أو بين المسلمين...
وهل الحل في فصل الدين عن السياسة ؟؟؟؟
قطعا لا , لان الاسلام لا يحرم أبدا التعامل مع غير المسلمين....واعتقد ان المسيحية لا تجرم ذلك أبدا ...
ان التسامح سمة من يؤمنون بالله الخالق, فمن يحرمه؟!!
ولماذا رغم السلامات و بعض أدوار لأقباط في الافلام والمسلسلات لا يصل النقاش بين عنصري الامة الى حل؟
ان الاب اذا كان يشعر بأن أحد ابناءه لديه مشكلة لماذا لا يجلس معه ويتناقشان كما لازلت لا أعي لماذا هذا الابن يستعين بعنصر خارجي لا يمت للاسرة بصلة –بل يصل الى مرتبة الاعداء- حتى يحل المشكلات التي يعانيها؟؟؟؟
إن من يسلب المصريين مصريتهم هو من يثير تساؤلات حول من هو الاسود ومن هو الابيض ومن هو الشيعي والسني والمسلم وغير المسلم....
ان من يسلب المصريين عروبتهم هو من يثير تساؤلات مالذي تم اعطاءه للمسلمين ومالذي يتم اعطاءه لغيرهم ويقسم العطايا –اذا كان هناك عطايا أصلا- وفقا للهويات الدينية والعرقية إن وجد....
اذا كان هناك تفرقة في المعاملة فمن أثارها ؟؟؟ ومن بدأها ؟؟؟؟
واذا كانت قديمة ولها تاريخ , فمن يريد اخراجها من مخبأها وتدويلها حتى يصير بيت العائلة من زجاج يشاهدنا العالم ويتفرج على مدي ضيق أفقنا و ربما ليشاهد مدي تعصب المسلمين ,فهل هذا مايريده عنصري الامة؟؟!!!!
اذا كان الوسيط الامريكي سيحل القضية بين الفلسطينيين و الصهاينة وسيجلب حلا للقدس المسلوبة و المقدسات الاسلامية والمسيحية , فسوف تحل المشكلات الاقباط المصريييين بواسطة الصديق الامريكي....
هناك 4 تعليقات:
شيء في قمة التخلف والعنصرية
حصل معايا ألعن من كده في الإنترفيوهات
مايكل انت اسمك يدل :-) اكيد ما شوفتش الى قصدها مرجانة
انا شوفته و عيشته عشر سنين تقريبا :-)
اسمى و شكلى و حتى كلامى يحير اى حد و شوفت الى قصدك عليه يا مرجانة
بس ماتأخذيها بحساسية كده ، صدقنى على الرغم من ساعات تقبلى تخلف ساعات تلاقى حب و تسامح
مبروك الشغل مرجانة
و عقبالك يا مايكل :-)
يا ستى الناس كانوا عاوزين يعرفوا بس عشان ما يدبسوش فى الجوازة وبعدين تتطلعى مش تبعهم عادى يعنى؟؟؟
الموقف ده صغير بس الموضوع كبييييييييييير وفى رأيى الخاص مالوش حل
أتمنالك سنة سعيدة
تحياتي
إرسال تعليق