الثلاثاء، ديسمبر 02، 2014

البحث عن شماعة

حينما تسود الفوضي بالدولاب فابحث عن الشماعة ..
حينما تتقدم لشغل وظيفة، ظنا منك وانت ع البر انك عوام وان كل شىء يبدو سهل الانجاز، فتخوض فى بحار الوظيفة لتجد الامور مختلفة .. عندها ابحث عن قشة كي لا تغرق ... انها الشماعة ..
كنا نريد الامن والامان فسلحنا واحتضنا الشرطة، واعدنا العلاقة مع حكم الجيش، بعد ماضيه من مجلس عسكري فاشل مبايع للاخوانوتعرية البنات والقاء الجثث بالمهملات واستخفاف ب 72 روح تشاهد مباراه وبمباركة الدقون معه..

كنا نريد في الاساس عيش حرية عدالة اجتماعية ..
كنا نريد ان يسقط رئيس مندوب لمكتب ارشاد اغرته الشهرة سريعا، ودعا من دعا للاستقواء به اثناء حكمه..
كنا نريد اعلاما عاديا ... لا نقل محايداً ... يقف ليراقب وينير لنا الطريق لا ليبرر ويطبل ..

كنت اريد شخصا مدنيا قوميا بجانب وزير دفاع مطمئن يشيع الثقة، احببت موقفه ب 30 يونيو..
كنت اريد تعقلا في حب هذا الوزير الدفاع، لا مبالغة ... لا توكيلا لصناعة نصف اله ... فهو، مهما كان، سيغتر بتلك الشعبية ولن يسأل او يقبل ان يُسأل..
كنت اريد روحا غير تلك التي عاشت معنا كثيرا، من تبرير لتيار و تربص من تيار مناهض وما بينهما نتوه..
كنت اريد من تيار اليمين الاخواني الرشد بعد 30 يونيو، والتوقف لاعادة التفكير ومصالحة الجماهير  والاعتذار واعلان العودة لصفوف المعارضة ... بدلا من الاعتصام وفضه والتظاهرات وفضها والقنابل العبيطة وحلها واتخاذ مظالم من جثث مؤيدين مع هروب قادة وتمنيات بحظ سعيد..

كيف يفرق عقلي الصغير بين معارضتك وثوب ثورتك الذي جلبته من الدولاب، مع ماضيك من التبرير، وبين المعارض الثوري الذي اعرفه جيدا والذي لم يكن يوما يمينيا؟ وكيف يطغو احدكما علي الاخر؟وكيف يستفيد احدكما من ثورية الاخر؟ ..
الان بات علي ان ايأس فأبحث عن شماعة لكل من ..
اعتقالات الامن ..
التظاهر  الذي بعد أن كان مكروها صار حراماً ..
قنابل صغيرة ترهب ولا تقتل ..
قرارات جمهورية تعتمد علي المبررين الجدد ..
السير في ركب ال سعود، من اجل مصروف البيت الشحيح ..
عدم تحقيق بدايات نهضة في اي مجال ..

الشماعة موجودة ويمكن اختلاقها ببراعة ..
قتلي من الشرطة ..
قتلي سيناء ..
تظاهرات مسلحة ..
إتباع حكمة "عشان السفينة تسير" ...
طلاب حماسيين وثوريين نرفدهم لنلقيهم في احضان المعارضة ..
البحث والامعان في البحث عن شماعات والاكتفاء بانتقاد الحكومة، دون تعدي الخط الاحمر..

اعلم ان اثارة التشاؤم وتسويد الدنيا مهمة اخوانية باتت مقدسة لتنغيص العيشة بعد (الانقلاب) الشعبي ربما ..
واعلم ان الاختلافات والحيرة كبيرة وعميقة ومركبة..
واعلم ان حكم العسكر بدأ يؤرق التيار الساقط ولم يؤرقه في الماضي..
كل هذا واضح..

لكنني حتي في غضم البحث عن شماعات افكر واتساءل:
اين النهضة التي  قد تسكت الافواه؟
اين الفكر الشبابي الذي قد يقتل البيروقراطية في كل وزارة؟
اين النهضة الشرطية  لتغيير المنهج وعدم الاكتفاء بالتسليح
هل تغيرنا من داخلنا فعلا؟!
لماذا اعطي المظالم لثوار يناير والقيهم في خندق الاخوان بيدي؟
لماذا اطلق يد الشرطة لتعود كما كانت في 24 يناير؟
لماذا اعين عواجيز؟
لماذا انتهك كرامة انسان معارض ؟

فلنتوخي العدل حينما  تاتينا القدرة علي الظلم..

ليست هناك تعليقات: