الاثنين، مايو 25، 2015

انا وسامسونج يوم مالوش لازمة

احدثكم وأرجلي منقوعتين في المياة الدافئة، بعد نقعي انا الشخصي في بانيو ملىء بالمياة الساخنة  .. الحمدلله علي تلك النعمة التي لا تصل الي كثير من  ضواحي سيناء وقري الصعيد وبعض ضواحي الجيزة والقاهرة الكبري، وعلي المقيمين في كل تلك المناطق مراعاتي والصلاة علي النبي الكريم واعفوني من الغبطة هذا اليوم ... فاليوم عاصف جدا، أقسم بالله عاصف جداً جداً.
استيقظت علي وقوع الميني لاب صريعاً بلا منطق ... هذا المينى لاب الذي  أخرج منه جميع كتاباتي ويحمل جميع خواطري وكلماتي التي  اعيش فقط لاخراجها، اولا علي ورق ثم علي مايكروسوفت وورد.
حاولت شحنه كثيراً ... تركته في الشحن يوما كاملا بلا جدوي ..
تركته الخميس والجمعة علي ان أري ما سأفعله يوم السبت وهاهو السبت يأتيني بخازوق كبير ... فلايزال الميني لاب لا ينطق والافكار في بالي تحتاج الي مايكروسوفت وورد حتى يوصلها العزيز فادي رمزي، رئيس تحرير مجلتى مصرى، اليكم ..
قررت الذهاب الي توكيل الميني لاب – سامسونج – فالجهاز لا يزال في قيد الضمان ... (آل ضمان آل) ...
ذهبت الي مقر التوكيل في شارع محيي الدين ابوالعز  لأفاجيء برجل الامن يسألني  بصيغة حارس العقار: ( ايوة يا مداااام) ... مما يدل علي خدمة العملاء المتأصلة فيه.  
حكيت له  فغاب بالداخل ثم أتاني ببلاهة أصيلة: "احنا صيانة موبايلات بس  (حرّرتك) ..." ... وكأنه يحتاج أن يسأل بالداخل اذا كان هو ومقره (المحروق قريبا ان شاء الله) مخصص للصيانة ولا ايه احنا بالظبط ؟؟
وبالتالى كان من الطبيعي ان أسأله اين عنوان صيانة سامسونج المخصص  للمينى لاب ؟
دخل مرة اخري ليعود لي بمعلومة موجودة علي بروشور موجود بالفعل  بمدخل المقر الموقر، اتصلي بالرقم ده (حررتك) ... ذهبت واتصلت وكانت المكالمة كالتالى:
اذا اردت ان تستفسر عن الموبايلات .. اضغط 1
اذا اردت الاستفسار عن اللاب توب .. اضغط 2
بعد الضغط : الو  ... (بلا بالا) مع حضررتك ..
أ نا : لو سمحتي عايزه اعرف مكان صيانة الميني لاب سامسونج فين عنوانه ؟
هو : اتعرف باسم حضرتك الاول ؟
أنا  : معلش انا اسفة رصيدي هيخلص، ممكن بسرعة تقولي لي العنوان بس (اسمي  سها)
هو: استأذنك لحظااااااااااااات ...  ومرت اللحظات تلو اللحظااااااات ...
ليعود الصوت المتصنع للرقة (حضرتك بتستفسري علي موبايلات ولا ميني لاب ولا كاميرا)
أنا : ليعود الايموشن الواجم بإنذهال شديد ... مانا ضغطت في الاول علي الاسطوانة ... ارجوكي انا في الشارع والرصيد هيخلص. عايزه اعرف العنوان بس بليييز ..
استأذنك لحظات معايا ... لحظات معايا  (لم تضعني على الهولد كرامة لي ... لحظات وانقطع الخط  لانقطاع الرصيد) ... لأتخيل  نفسي  في بحر الظلمااااااااااااات.
فكرت وفكرت وفكرت فلم أجد سوي زميل أخوه يعمل بمعرض شركةراية (الخاص بسامسونج) اتصلت به فاستغث فأغاثني اغاثه الله يوم العرض.
علمت إن التوكيل المنشود بشارع وادي النيل، وسرت في شوارع المهندسين المزدحمة بأكثر من عدد سكان قطر، حتى وصلت لأجده مغلقا ايام الجمعة والسبت ... صرخت بداخلي ولم يسمع صرختي سوي الميني لاب القابع في احضاني.
سرت بخفي حنين وهممت ان اعود لكن الله أبي الا ان يتم نعمته علي ... ولا اعلم هل هي نعمة فعلا أم نقمة ؟ ... ففي عتمة النهار الكئيب المظلم لاحت في الافق (راية) بزرقتها ال ... "مميزة" .. و وجدتها مفتوحة الباب ... هرولت لأسأل فأجابني الموظف بأن الدور الاعلي ممكن ان يتسلم مني الجهاز ليسلمه بدوره الي مركز الصيانة ..
صعدت ... وياليتني ماصعدت ..
صراخا في كل مكان ..
ثلاثة موظفون قابعون خلف اجهزة جالسون بلا مبالاة بعيون مرهقة، وامامهم إناس من كل الطبقات بوجوه شرسة غاضبة، غاضبون وغاضبات، مستاءون ومستاءات.
يصرخ رجل اربعيني الهيئة: "ياولود .. ياولود ... ياولود ... ده احنا عندنا ييجي ب خمساشر الف جنية اجهزة زفت سامسونج"
سيدة ترتدي عباءة سوداء تهدد: "هي ازازة مولوتوف والمكان يخلص ... ده انا اجيبلكم من بولاق اللي يخدموووووووا ..
احتضنت جهاز الميني لاب الخاص بي  ... لأحميه من تلوث سمعي ..
في وسط الصراخ خرج رجل من باب جانبى، فى نفس مركز الصيانة، وملابسه مبلله بالمياة، فما كان من موظف خدمة العملاء، وسط سباب وصراخ العملاء، إلا ان يلتفت الي الشاب الخارج لتوه من الحمام : (هى الميه جت جوه ؟)
أومأ الشاب (اللي هو عميل برده) بالايجاب فعمت الفرحة علي ملامح موظفي خدمة العملاء، واختفي نصف موظفي خدمة العملاء فجأة بحجج مزيفة متباينة ..
تعالت الصرخات وطال الانتظار، ولكل عميل رقمه ... ما احلي النظام !
بعد الاستماع لحكاية كل عميل مع موبايل سامسونج او تابلت سامسونج، والتي يشيب لها الولدان ويشيب لها الاندرويد ... وسط انذهالي لكون الماركة ليست عادية وتحمل اسما لو تعلمون عظيم، اخطرني الموظف، الخارج منذ لحظات بالحمام بعد انقطاع المياه لست ساعاااات كما علمت، بنبرة تشبه بصوت الرئيس السادات ... "السيستم عطلان" وبالتالى لا يقبل تسجيل بيانات الميني لاب الخاص بي ( والذي احتضنه لانه ازداد اضرابه خوفا من الجو العام المحيط)
"حضرنك تروحي لـ 5 ش الفواكة بالمهندسين .. قريب من هنا جدا"
سرت وحدي شريدة، أنا وامى امي العزيزة التى لاقتنى حيث كانت بمشوار قريب، وللأمانة سررت ان الميني لاب العزيز لدي لم يذهب الي المكان الموبوء ذو الصخب وعدم الامان.
خفت  وتحطمت آمالي وبدأت في اقناع نفسي بأن هناك من الاجهزة العينية من تصلح لدفعها، معنويا، كزكاة مال، كأن يقع منك المينى لاب مثلا و يكون فداءً لشيء سيىء كان سيحدث ... طبعا كل هذا الهراء نطبب به أنفسنا الحزينة والمستاءة من الغش التجاري المحيط بنا، فهو هو كلام العجز  والفشل القابع فينا ومنا.
بدأت مرة اخري أبحث، نفسيا، عن العوض الالهي لخسارة اللاب توب ... وخشيت ان أذهب به الي سامسونج المغلقة سبتا مرة اخري.
عدت الي المنزل وهأنذا أسحب قدماي من خفي حنين  لاضعهما في ماء دافيء فيه كل معاني السلم الاجتماعي المزيف.
لتعلو صرخة أمي من خلفي ...
"نسيت الساااااااااعة" !!!!!!
وإلى اللقاء بعد غد مع الموقعة الثانية من "يوم عاصف جداً .. جداً"

ليست هناك تعليقات: