الثلاثاء، أغسطس 20، 2019

أين أنا ؟

منذ ذلك الحين وأنا لم أعد أنا 
جف النبع مني
كدت أشعر بأن هناك سحر ما انبثق من قبر أبي الذي فتح حديثا ليخطف ما كان بي من موهبة
أين أنا ؟
أين ما كنت أفكر به ويدور كالدوائر برأسي ثم يعدو ليحرك أصابعي فأصوغه
 حتي الان ولحظة كتابة ما أكتبه وانا لا أعرف عم أكتب
ولماذا أكتب
 كبطارية السيارة تشعر بفراغ هائل وتحتاج لتليين  ما بها لتعمل
كأم ثكلي تشعر بفقدان لشىء عظيم بها
هذا ما أشعره
كانت الكلمات تجري بيدي وأين هي الان
سأحاول الامساك بتلابيب أي شعر من رأس الخيال الادبي
الوقت يجري مني وأشعر أنني صرت انسانة تذهب الي العمل لتعود الي المنزل فتنتظر الساعات القليلة التي تفصلها عن العمل
صار العمل يشغل تفكيري لا اعرف لماذا 
أأكتب عما آلت إليه ثورتي الحبيبة التي أعتز بها
أأكتب عن فشلي في أن أنجح في عملي أو موهبتي الادبية وحياتي الخاصة 
أأكتب عن وجعي منذ رحيل أبي
أأكتب عن شخصيات مثيرة للحس الادبي أقابلها ولا أستطيع الكتابة عنها لجفاف حبر الموهبة ومداد الصياغة 
خيالي لم يجف ينسج خيوطا وأفكارا وقصصصا لا تلبث أن تحل نفسها وتمزق خيوطها إن اقتربت منها لأصوغها
حتي قصصي التي لم تكتمل لا أعرف كيف أكملها 
هل كان غير اكتمالها ينذر باستنفاذ الموهبة 
لم أكتب سوي عن أبي ومشاعري تجاه رحيله
ولم أكتب بعد رحيل صديقي وقارئي ومشجعي
أأكتب عن سعار الاسعار وانتحار الافكار الثورية 
أأكتب عن الظلم ؟والصيد في ماء الفشل وارتداء ثوب الثورة والمعارضة الخالصة النقية؟
أأكتب عن شماتة من كانوا بالامس أسيادا وكانوا يمارسون ما يمارس الان وكانوا ينوون ما يحدث الان
 لا أستطيع أن أكتب فقد نفدت الكلمات وتكررت الجمل والافكار 

حتي الظلم صار رتيبا ولا أستطيع أن أمسك تلابيب الظلم حتي أصوغه وأعبر عنه 
ربما لانه فاحش وجسور فكيف ألمح عنه أو يكون ملهمي؟!
لقد صار صديقا 
أأكتب عن الحب ؟
صار مفتتا يفتت الخيال ليرحل عجوزا
لقد صارت روحي عجوزا الا من بعض الخيال الذي يجري في ولا أستطيع صياغته
لقد صار العالم محطة انتظار رتيبة كثيرا ما أكرههاوأتوق  إلي تركها


ليست هناك تعليقات: