الجمعة، مارس 14، 2008

الكرة افيون الشعوب

بين معضلة فوز الزمالك و فوز الاهلي الدائم و المستفز -مش لية لاني اهلاوية - و بين ظهور نظريات تعادل الاتجاه العلمي و الاتجاه القدري الغيبي الذي يعتمد عالسحر و الاعمال و ماوراء الطبيعة فى السبب الحقيقي لفوز الاهلي و هزائم الزمالك -اتساءل يعني ايه اهلاوي و زملكاوي ؟
اهلاوي يعني مشجع بيشجع الاهلي كفريق فقط لا غير ؟ و كذا الزمالك
اذن لماذا يعتبر كل مشجع ان فريقه كدينه و اهله وماله وعندما يخسر يخسر الدنيا و تسود النظرة للحياة -ماهي مسودة اصلا - ؟ ولماذا يعتبر ال" زملكاوي " هزائم فريقه ربما من غضب الرب عليه و على الادارة ؟
اتساءل و اميل الى النزوع الى نظرية المؤامرة هل اخترع الانجليز كرة القدم و قطبي الكرة المصرية لينقسم الشعب المصري بنظرة استعمارية عميقة و داهية ؟ هل استمر -بعد جلاء الانجليز و الاحتفال بعيد الجلاء - الحكام المصريين فى مسايرة اسلافهم الانجليز كسياسة اعجبتهم فى الهاء الشعب و صرفهم عن السؤال و الالتفات لسياسات الحكومة ؟
فاز اليوم الاهلي على الزمالك -عادي يعني و حزن الزمالكاوية و طبعا هيتظاهروا اما بوابة النادي فى ميت عقبة و يطالبوا برحيل كرول -او اي واحد كان هيبقى مكانه
و ستسير السيارات مدججة بالاعلام الحمراء و الكلاكسات المهنئة عادي برده
انه الوهم الجميل ,انه افيون الشعوب
فى وسط ازمة الغاء الدعم و ضجر المصريين من طول عمر رئيسهم و تعذيب الشرطة لهم و التوحش الصهيوني و الانقسام الفلسطيني و اللبناني و الهيمنة الامريكية و اسملة المسيحيات و التنصير و التبشير و ازمات الفتن و جدال الحجاب و النقاب و ازمة الاخلاق -سعد المصريون بالكاس الافريقي 2007 كما لم يسعدهم اي شىء لانه لا يوجد اي شىء اخر يسعدهم حقيقة
افرغوا كل طاقاتهم المكبوتة و حنينهم الى الفرحة بالاضافة للدور الاعلامي و شكل التشجيع " الشيك " و الرسم عالوجوه و شكل الشباب و الشابات وهما يشجعون بشياكة مستوردة من اوروبا ( دائما نستورد من اوروبا ) كل هذا حبب اليهم الفرحة و السهر للاحتفال
لا احد يقول ان هذا الشعب ساذج لان الفرحة ليست سذاجة و الاحتفال فى وسط الازمات ليس جريمة
وليس دليلا على نقصان او خلل فى الشخصية
ففي وسط الاحباط لابد ان تنمو زهرة البهجة و فى وسط الطمي تنمو الزهور و الخضروات الطازجة
وفى وسط النار و التأجج تظهر المياة كوجود مستقل وكائن يفرض نفسه
ومع اللون الاحمر الناري يأتي الابيض النقي و يختلطان يتجادلان و يتباعدان ايضا
فى عز مشاحنات البشر يتفقان على التحديق فى اي لعبة كروية او الصراخ لضياع فرصة او احراز هدف
فى غضم الجدال و النقاش الجاد يأتي المشاهده على لعبة كرة قدم جميلة هو الاتفاق الضمني رغم الاختلاف الظاهري
فى وسط جلسة العزاء وهناك مباراه هامة يخرج الجميع من حالة الحداد و يحدق لمشاهده المباراه او ربما جزء منها
وفى وسط فرحة الزفاف او الاحتفال به تذهب العيون الى الشاشة للتحديق ايضا فى الكورة و اقدام اللاعبون
انها المائدة التي تجمع بين كل المختلفين فى العالم و ياكلوا منها بارادتهم
مائدة تجتمع فيها كل الاذواق و الاتجاهات

ليست هناك تعليقات: