الاثنين، مارس 12، 2012

أهل الكهف


تخيلتهم في أحسن الصور ليس كفريق واما  الغنائي المصري أو الفريق الغنائي الامريكي backstreet boys  ولا حتى كفريق الاحلام لبيبسي الراعي الرسمي للمنتخب القومي ......لا  بل هم أفضل وأسمي و أكثر نقاءا وبراءة في زمن عزت فيه البراءة...
إنهم فتية آمنوا بربهم فحماهم الله وليس بعد حمايته  وقاية....
فتية خصهم الله بذكره في كتبه بجعلهم  آية متجسدة وليست أسطورة كما ظن الكثيرين قبل اكتشاف مقرهم الحقيقي في احدي كهوف جبل الاردن عام 1964 ....
وللاسف يطلق على المغيبين  السلبيين غير الواعيين بما يجري حولهم مصطلح  " أهل الكهف "  لم ؟؟؟ هل يجسدوا الهروب من المشاكل وعدم مواجهتها والاحتفاء عند الشرور  أم أن قدرهم جعل منهم آية متجسدة لا تُكتشف الا بعد مرور قرونا عديدة ليحق الحق بكلماته و ليقطع دابر المشككين ...؟
إنهم سبعة وثامنهم كلبهم للحراسة كما ان للكلب حاسة أمنية خصها الله به و فضله فيها  على بني البشر .
كانوا يعيشون في ترف وأريحية تحت قيادة الملك الروماني الوثني ديفينيوس ... وفي ذلك الوقت كانت هناك الدعوات للايمان بالله الواحد الاحد الذي دعا اليه المسيح ثم دعى أتباعه بها أيضا بعد اختفاء المسيح...
وعلي غير عادة الية في هذا  العصر لم يشربوا الخمر ولا يرافقوا الفتيات ولا يعردوا بالحياة طولا وعرضا رغم أن كل ما حولهم يدعوهم لذلك  بل حتى لم يكونوا كقومهم ....لم يجتمعوا كحال بعض المؤمنين الان على خمر وحشيش ومنكر ....بل اجتمعوا على ما هو فيه صلاح النفوس...
ليسوا مغيبين بل ثائرين , ثاروا على عيشتهم وطبيعة حياتهم غيروا ما بأنفسهم لم يعظوا الناس بل بدأوا بأنفسهم  , وعظوا المقربين و دعوا  من حولهم إلي المنطق بوجود الله الخالق ...
وعظوا  من حولهم بترك الأصنام  والآثام  والاستسلام والتسليم لله الخالق البارىء ....الإله الذي دعا إليه المسيح ...
تعمق ايمانهم بالرب يوما بعد يوم واقتنع بهم مريدين آمنوا بأن الكل متساو أمام الله وحده ومن يخترع أصناما وقوي إنما ليدعم بها عرشه ونفوذه...
ذاع الصيت للملك الوثني وشعر بأن عرشه يهدده هؤلاء الفتية وبأن الايمان به وتأليهه يهدده دعوة هؤلاء الفتية فطاردهم وهم بسفك دماءهم  كما تطارد الأنظمة " الجمهورية " أعداءها و " أعداء الوطن "....
هربوا وساروا مسافة لا يعلمها الا ربهم حتى وصلوا لما هي " الأردن الان " وأووا الي جبل به كهف تزوره الشمس من فتحتين شرقا وغربا ....
وكما يسافر الشباب المؤمن  الان على مراكب شراعية هربا من واقع أليم وبأموال ثمينة ...هرب الفتية ولكن لسبب أقوي .....لا وهو  أبطش حاكم يريد أن يجعلهم عبادا له ولأوثانه  .....
ليس في الهروب حلا لكن النبي هاجر من مكة إلي المدينة هربا من بطش عوائلها الذي هدد الاسلام نفوذهم و  بعد أمر من الله  وأيضا طلبا لدعوته ان تنتشر  وحرصا على المؤمنين  به وعلى حياتهم وقد كان ....
كانت في هجرته نورا انبلج في أنحاء الكرة الارضية كلها....
أما فتية الكهف فقد هربوا طلبا لهدنة مؤقتة والله كان أعلم بنياتهم  وناموا بالكهف للراحة المؤقتة ولاستئناف الجهاد بعد أن انتشرت  دعوتهم بالفعل
وتمردوا على معيشتهم رفضوا واقعهم  ولم يرضوا بموروثات أهلهم بالفعل فساعدهم الله لانهم ساعدوا أنفسهم وغيروا ما بحياتهم وأمنهم و أنعسهم ثلاثمائه سنة وازدادوا عشرة  ثم أيقظهم ليكونوا آية لمن يشاهدهم.... لا أعرف الحقيقة أكثر من هذا عن قصة أهل الكهف غير الموعظة الحسنة التي ينعم بها الله على البشر ربما يتفكر بها أولي الألباب....




ليست هناك تعليقات: