الثلاثاء، مارس 27، 2012

غرفة العلاج

سبحان من جمع هؤلاء
هل جمعتهم الايام ؟
هل جمعتهم رحلة ؟ حجرة انتظار    ما ؟
أم جمعهم الوطن ؟؟
هم في انتظار الطبيب والدواء و العلاج الشافي لجميع الامراض التي حلت بهم جميعا
تري ماذا  ينتظرون وبأعينهم الترقب وتتعلق النظرات بباب الذي يأتي منه الشفاء
نعم الحمل ثقيل و الماضي المريض يطاردهم وبداخل كل منهم وساوس و آمال وطموحات
والقادم مريب ومجهول و التغيير آت ربما للسوأ ام للأفضل

هي :

تتخوف ممن يفرض عليها رداء ما او طريقة حياة ما , من يعزز مكانتها التي تتمني أن تراها
في عيون الناس بعد ان تراجعت مكانتها لتظل في الفراش او في حجرة الولادة وإن انتشرت في اماكن العمل
فهي في وضع منتزع انتزاعا ينعكس مع طبيعة الموظفات من طبيعة خشنة غاية اهدافها من العمل الجمعيات و الخروج المبكر من العمل
تتخوف هي من الوقوع تحت حكم زوج يعززه حكم ديني ذكوري -بعيد عن روح الدين  الحقيقي و ما بين سطور كلام الله والادلة النقلية جاهزه للاقناع وستنقلها الثورة الي حكما دينيا قد يصاب بردة من مطبقيه ومع تداخل السياسة بالدين فيتم التصويت الأكثري على ما ينص عليه شرع الله اذا  كان هذا فعليا شرع الله يا جماعة!!!!و
تتخوف هي من مستقبل مظلم قد يلقي بها في مزيد من العنوسة - كما يطلق عليها المجتمع فيكون الحل الطازج الارتماء في  احضان لزوج  يعول احتسابا  وعفافا لعذراء بغرض سترها و الله من وراء القصد
ماذا لو لم تتحقق احلامها في الاقتران  بزوج فارس لا يتأثر  بمجتمع يتجه الي الوراء قاصدا الاصولية وما اكثر من ضل الطريق ظنا انه الطريق الصحيح و الطريق الي الاصولية السليمة مفروش بالنوايا الوهابية و الصحراوية القبلية , تخشي هي من ان لا تتزوج من زوج يحميها  ويعترف بها ككائن شريك في الوطن و كل شىء
تخشي العودة ليشمك جدتها وتخشي العودة لعقلية ما وراء اليشمك

تتنهد منتظرة ومترقبة وكل هذا يدور في خلدها فهل تتحول الي كائن مجتمعي وراضي أم ثائر على الاوضاع و المفاهيم ؟ واذا  ثارت هل تجد سند او دعم ...ربما هذي العيادة هي الحل


أما هذا الملتحي الماسك بسبحة جالس يترقب وفي  قسماته يبدو النور و الفرحة والبهجة لا نعرف مصدرها , لايبدو اقل ترقبا من الجالسين واطمئنانا للعلاج
ينظر في وجه الجالسين المنتظرين متفحصا :
ماذا أتي بها الي هنا ؟  يستعيذ ويستغفر  وثم يعود ليفكر في امور النساء الناقصات عقل ودين وكيف انهن يذهبن بلب الرجل الوقور الصالح لذا يجب حجبهن حتى ندرأ الشبهات
يتنهد تنهيدة حارة ويقول ان المحن والجرائم و مانراه من جراء الممارسات الخاطئة التي نراها ونشهدها من انتشار النساء واختلاطهن بالرجال وانتشارهن بالشوارع والاعمال و قد خلق الانسا من ضعف
يري الافضلية للعائل من ينق و يحفظ ويتعقل بدون انفعال ويحكم ويعدل ....العارف بشريعته و اتقاليده
وماذا يرتدي هذا الشاب المتلفع بتلك الكوفية الفلسطينية ؟ أهذي من تحرر الاقصي ؟
يريد أن يحرر الاقصي قبل ان يتحرر هو من شهواته , ربما يكون  مصادقا  للنساء و ثائرا على أمثالي
يرتدي قناع المصادقة الحلال معهن والدين منها برىء و قد يقود مظاهرات متلكئا ومبررا تبريرات واهية أن الوطن يجب ان يكون للجميع - حق يراد به باطل هم يريدون ابعاد كل ما هو اسلامي
لينشروا مبادىء شيوعية ماركسية وربما يقنن ما يخالف شرع الله
الا ان الحكم الا لله ؟

يجلس رجل  بعيدا عن الجميع وهو يقرأ الجريدة منشغلا ومن آن لآخر ينظر غير مترقبا ولكنه متفحص من حوله
لا يبدو عليه الترقب و التشوق للانتظار

يجلس الشاب بل لنقل يسير ذهابا وإيابا ومن آن لاخر ينظر بمحموله بانغماس كامل لتظهر انفعالات ما يقرأه
على سمات وجهه التي امتلأت بجروح قديمة
يري الرجل الملتحي فيعطيه نظرة تحدي ومن آن لاخر ينظر بحنو للجالسة  القلقة  بجانبه
وينظر بريبة  لقارىء الجريدة
رغم  حماسه و  سرعه تحركاته غير انه بداخله هواجس واحباطات
هل سيكون المستقبل ثوريا كما اريد له ؟
هل ستتحقق من مات من اجلهم اصدقائي ؟
هل سيتم الاستيلاء على ما حققناه ليجني الثمار بقايا النظام البائد و الحكام الجدد المرتعشون من
تولي قيادة حقيقية فيتحكمون ولا يحكمون ؟؟
تري ماذا  سيكون العلاج لهواجسي ؟ متى أبرأ من  امراض الماضي بين تقاليد الاباء و العولمة و القيم و العقد والمعادلة بين الدين و الدنيا و الحيرة وقلة الثقة  نتيجة عهود الكذب الطويلة ؟

يجلس هذا العجوز متمتما بشىء يجيش بصدره ممسكا بسبحة تنتهي بصليب مترقبا من آن لآخر ينظر بريبة وخشية الي الملتحي المطمئن القسمات
ويجري مونولوجا داخليا : صدقوني لم أرد أن اهاجر ورغم ضغوط اهلي للهجرة بعيدا عن مصر الحبيبة وانا اقف مقاوما للفكرة , لم اهاجر وانا صاحب الوطن والساكن الاصلي , اتساءل هل هرب الهنود الحمر ام تمت ابادتهم من دولة الاحلام ؟
الموت بأرضي أشرف من الهروب , فلست صهيونيا يتم طردي
اريد العيش بسلام لم لا  تعاملونني مثل اجدادي ؟ لم  تحرمونني من وظائف احلم بها ؟  هل نبيكم يتزوج من جدتي وتضطهدون انتم احفادها ؟
يحدثني ابني عن الاندماج و الخروج من اسوار الكنيسة و المطالبة بحقي كمصري ليس كقبطي , فاقول له لست مواطنا كاملا فيجادلني فأخششي عليه الاحباط القادم
تري ماذا  سيفعل بي الحكم الجديد و التيارات الجديدة وبأولادي وببناتي؟؟

طال الانتظار و الترقب حتى أتي رجلا سلم على الجميع وخصوصا بحفاوة شديدة على قارىء الجريدة ودخل
فتعجب الجميع من هذا ؟ ولم يتجاوز الدور المقرر له و لم يدخل ؟ هل يعرف الدواء الذي نعانيه ليدخل تلك الغرفة الهامة ؟؟

تري ماذا  سيحدث ؟ وهل ستقدم تلك الغرفة الدواء لكل منتظر ومترقب ؟
هل سيتم العلاج  ؟ الشفاء من عند الله ولكن الاسباب تكمن في تلك الغرفة المغلقة
فهل تقدم خريطة دوائية للجميع
من اجل الشفاء للجميع


( اعرف دستورك - حملة اعرف رئيسك
   

ليست هناك تعليقات: