الثلاثاء، مايو 31، 2011

ليت شعري

خطت يدها تسرح بين طياته و جدائله الطويلة تنظف وتطهر وتدك الفروة أو الغلاف الذي يفصل شعري عن عقلي , تدعك وتضغط بقوة على عكس الرجل زمان الذي كان يخشي من قوته علي رأسي المهيض فكانت تسرح يديه بجدائلي وظلمات شعري بحنان وحزم , أما الان بعد تحريم جدائلي على الرجال لسبب غير معلوم فقد ضغطت هي بقوة بمواد كيماوية وكأنها قد أقامت حربا كيماوية بغابات شعري دون تفتيش من عقلي ولا تهديد من مجلس اعلي لكياني...
أسلمت رأسي لها مرة أخري حتى تقص شعري المتعب المجهد لا اعرف من عصور الطغيان وحان وقت قطافه وتجديد دماءه... لم تكتف مصففة الشعر بتمارين الضغط المستمرة لتجديد خلايا عقلي المتعب و اجبار الدورة الدموية على التحرك قليلا علها تلقي حجرا بالماء الراكد لشعري الغارق في بحور الثقافة الاجتماعية و المجتمعية و السياسية ....تمردت وثرت على تلك البحور ولم يثر شعري , سعيت للتغيير ببلادي و حياتها ومفاهيمها وثقافتها واسلوب تفكير ناسها ولم أجرؤ على تغيير شعري ولا اقتصاص جزء منه....
في عقيدتي الخاصة أحرم على شعري أن أقتص منه ولم أقتص جزء مني ؟ وإن تلف أصلحه وأسعي لتقويمه , فرض علي أنه ليس ناعما مسترسلا فرضيت به ولن أجتزه ولن أجتزءه , نعم غيرت حاكمي ولم أغير شعري ولم أقصه....
أحبه حرا غجريا يسافر في كل الدنيا , فاذا كان الله قد خلقه كذلك فلن أعاديه .
ولكن الله لم يفرض علي هذا الحاكم بل أمرني بأن أتمرد عليه اذا جار....
لم يجر شعري علي فلم أقصه ....
ظللت بعقيدتي هذا وحتى بعد تغيير الحاكم والحياة بمصر ....وظل شعري على حاله بل ضعفت أطرافه أكثر
وكلما تمسكت به كلما مرض وصار أسوأ وكأنه يعاندني ويصر على معاقبتي التمسك به طويلا
تاجي المرأة شعرها وكنت متمسكة بالتاج الغجري كما هو ولم أغيره ....كنت أرد على من ينصحني بتغيير شكل شعري بأنه أشبه عندي بتغيير دماغي ولن أبيع دماغي....
وكأن شعري يسخر من جملتي ويسوء أكثر ....
أصلحته و حاولت ترميمه و تجبيره بكل المواد الكيماوية والزيوت جميع اختراعات البشر لاجل شعري....
سخرت له مالا
ثم تركته دون تصفيف لمعاقبته ومعاقبة النذل اجتنابه .....فساءت حالته
فجريت نحوهه مهرولة بجنين ......سأجدد دماءك
كنت أتمني أن تنقذني مرجعية دينية تمنعني أن أقص شعري وأتبع هوي هذي المرجعية .....
وإن كنت أرفض وسيطا بين الله وعباده ففي هذه النقطة كنت أستنقذ المرجعية حتى أرمم شعري وأحتفظ به طويلا
ولم أجد
اقتصت المصففة 10 سنتيمترات منه ليحاول التشبه بشعر ممثلة مشهورة راحلة....
وأنا أسلم رأسي لمن تصففه كأنني أبيع مبادئي
كأنني أقف تحت يد ضابط بجهاز أمن الدولة البائد ليغير دماغي و يعيد تشكيلها ثم ينظر لي برضا فأنحني شاكرة
يا الله !!! يا الله !!!!
أفضل الموت عن هذا
دخلت الي محل مصفف الشعر فتاتان صغيرتان , هرولت نحوهما ....."لا تقصوا شعركما الطويل
فنظرت لي المصففة بغيظ....
كنت أرد عليها ناصحة بأنفاس متلاحقة .....لا يجب أن تقصوا شيئا من غرائزكم
شيئا من طبيعتكم وفطرتكم
والشعر ...ياسادة ......فطرة
والفطرة خير
انظر الي مرآتي لاجد شعري متجددا يميل الى الصحة ....ينظر لي بسواده المعهود وبعمقه نظرة لا اعرف معناها
رضا أم ترقب ...!
ليت شــــــــعري يفهم ليجسد مشاعر شـــــــــعري
أرجو مراعاة التشكيل

ليست هناك تعليقات: