الاثنين، نوفمبر 14، 2011

صلاة الفاسد

"الله اكبر" , نعم إنه أكبر من الجميع , يعلم مدي فسادي ويتحملني على استعداد تام لتوبتي وقبولها , ليس لدي رصيد لانه هو -سبحانه وتعالي أكبر من أي رصيد 

الحمد لله رب العالمين ..." الخ

نعم إنه  مالك يوم الدين , كيف لي أن احتكر توكيل يوم القيامة والوكالة لله وحده ؟ لم أصنف  الناس مؤمن وكافر  أو ضعيف الايمان أو أو ناج أو غير ناج أو في منزلة أعلي عند الله أو أقل من ذلك
يوم القيامة  ليس برعايتي ولا برعاية شركتي أو مؤسستي الرأسمالية التي تلتهم جيوب المواطنين وتستهلك طاقات العاملين وحاجاتهم ...على نفقة حقوقهم
نعم أنا فاسد وأصلي 
سمع الله لمن حمد ..هل يسمع لي الله الواحد الاحد دون أن  أقدم له شيئا بالمقابل ؟؟ , هو غني عني وعن أكاذيبي وابداعاتي , يسمعني دون وسيط ولا شيخ ولا نبي ولا مخلوق ....يسمعني هو -سبحانه وتعالي - ويخصص لي وقتا لا حصر له دون أن أحاول أن أخصص له وقتا  أو أفكر جديا في الاتصال به حينما كنت غير مصلي ....

سبحان الله العظيم ...هو العظيم لا أنا ولا أي شخص بعظمته إن هرولنا اليه أو تقربنا منه  مقدار قيد الانملة ...هل أصدق عظمتي إن عظمني الناس أو امتدحوني أو حتى كتبوا لي شعرا ...هل أصدق عظمتي  حتى  اذا سخرت أبواق سلطتي وبطانتي لاظهار مدي عظمتي يوميا وشهريا وسنويا بل وأبد الدهر  ... , هل  أنا عظيم فعلا ...
قد أطرق برأسي منافقا لله ولنفسي " لست عظيما بل  الله أعظم  لكني أكذب واقولها لأمثل إنني متواضع وأنا لست كذلك
" كلما ذكرت الله اكبر  أتذكر نهايات عدة لطغاة عدة تحللت أجسادهم الان ولم يتبق منهم سوي ذكري وأفعال معروفة
أسجد وأقرب أنفي ووجهي للارض في الاسفل وأنت الاعلي ...
سبحان الله ربي الاعلي .... ليس غرورا من الله سبحانه عما  نذكر بل تذكيرا ان الغرور هو الخطيئة الاولي وتذكيرا للانسان بأن الله  هو الاعلي وإنك يا انسان انت الاسفل بل وأحيانا أسفل من ابليس شأنا بخطاياك ...نعم انا فاسد وأسجد لله
 
أذكر التحيات لله و الصلوات والسلام ثم اسلم على موصل الرسالة السماوية محمد ( ص ) ثم على من سبقه ابراهيم ( ص ) ثم المرسلين جميعا والصديقين و كأنني أحييهم ....كيف أحييهم وأنا لا احاول التخلق بهم , رغم إنهم مصطفون , تحللت أجسادهم الطاهره وذهبت ولم تذهب افعالهم ولا رسائلهم  الاخلاقية لنا
أأكون أفضل منهم ؟
أأذكر أفضالهم ؟
ببطني خراء ويكسو عظامي  لحما - إن لم يهبه الله الحياة والروح - لتحول الي كميات هائلة من الدود غير  غير ذكي الرائحة على الاطلاق ....وإن أقل ألم يضعفني  وتخور قواي لأجله وأقل مرض في أي  جزء من هذا الجسد الزائل قد يجعل  منى هزيلا ضعيفا  خائر القوي .... قد أوافق أن أكون عبدا لشهواتي علي أن أكون لمن وهبني  النعم , لكنني أرفض وأتواني عن الصلاة وإن صليت وأديت فروضي فإنني لا أتأمل في كل ما سبق ذكره بل أصلي لأن هناك وعد بالجنة التي تمتلىء بكل ما أهرول نحوه بالدنيا
يعاملني خالقي بمنطقي المحدود : يرهبني بالنار ويغريني بالجنة  ونعيمها ويعلم إنني  أستطيع  أن افكر بعقلي  حتى اكون صالحا لكنني رغم كل هذا فاسد....
أشاهد الفساد صامتا , أعاشره وأعيش معه متكيفا لا مقاوملا ولا قابلا ...
قد أتوب أحيانا لكنني غير حاسم في التوبة ...قد أجمل الخطيئة دون أعترف بها
نعم أنا فاسد يصلي ويفعل الخير احيانا ويرتكب الشرور ولا أحب التصنيفات ... وأكره من ينتقدني وإن فعل   أبدأ في البحث عن أخطاءه هو
إن قمت بثورة أفسدها بغضبي وتعصبي
وإن لم أقم بها قد أساند الطغيان لانه يفيدني
وقد أنكش في الثوار غيره منهم ولانهم  أفسدوا نهج حياتي التي كانت تسير بفساد ثابت مستقر 

السلام عليكم ....أسلم علي الله وملائكته ورسله وأعود لحياتي  لامارس فيها الفساد بدرجاته والمتفاوتة وأصير عبدا لشهوتي وسيجارتي وحاجتي للمال والنفوذ و مصالحي الدنيوية  

هناك تعليق واحد:

عمرو فكرى يقول...

"نعم أنا فاسد وأصلي"
وربنا بيقبل سبحان الله