الأحد، أغسطس 30، 2015

رسالة من كل أم لا تسبوني...



حاولت أن افي بعهد أمي لي ولم اعرف .
لم اعرف كيف أبدأ ولا من أين !!
كانت امي قد سمعتني وانا أخاطب صديقي الصدوق بعضو حرام في جسد أمه  محاورا , فما كان منها الا أن ثارت وهاجت وماجت  ولم تهدأ الا حينما وعدتها واقسمت علي ان لا أسيء الي والده اي شخص حتى لا يسيء احد اليها...
ما لمس وجداني وكرامتي أنها استحلفتني بأن لا أجعل حد يمسها ثم أردفت : " هو انت ترضي لي أتشتم وانت معايا في الشارع لما تيجي سيرتي  لبانة في بق المقاطي بتوعك"...
أبقتني الجملة يقظا حتى الصباح , وعاد عقلي لكل جملة قيلت بيني وبين أصحابي " المقاطيع بتوعي " ...
كم هتكنا من أعراض .
كم نبشنا في شرف الامهات.
كم أسأنا لاجساد امهات بجمل لو نطقها  غريب لأقمنا عليه مشاجرة نستدعي فيها القاصي والداني وربما بالغنا في اظهار الغضب حتى يعتبر من يعتبر ....
كم تناولنا الاعراض في مزاح ثقيل يعقبه ضحك ينزل علي قلبي الان ساخنا مرا...
كم شعرنا بالفخر ونحن نتناول اعضاء اجساد الحرمات لدينا ثم استطردنا وتملئنا الرجولة الزائفة
" مش عايز افسر عشان فيه بنات " !!!
سآيلتني نفسي : وهل  من علامات الرجولة ان نتناول الاعراض و الاجساد الحرام في غياب العنصر الحريمي بينما نكف في غيابهن !!! ماهذا ؟!!
أنعتبر للنساء بينما نتناول ونخوض في اعراضهن في غيابهن ؟!!!
يا...امك خد تعالي!!
لا وحياة امك لأ.....أمك  واخلي ...امك زي .....!!!!
ضربتني الجمل وتجويدنا لها وابداعاتنا وتفاخرنا بها علي رأسي كضربات سوط ساخن يكاد يميتني...
وفي اول مقابلة مع ال " المقاطيع " همدت الأيمانات بأن لا افعل  وحل الصمت بديلا حتى سألني احدهم " مالك ؟ ""
ولم ارد , فاستمرت الاحاديث الممتلئة بسباب من كل نوع ولكل عرض ودين  وسط صمتي حتى  كرر السؤال احدهم بمزحة من المزحات القديمة : انت مال ...أمك ؟؟
خانتني ذكورتي ورجولتي الزائفة فلم اعالج مرضنا ولم افصح عما آلمني فسرت وتركتهم جاريا حتى لم يلحقوا بي  رغم محاولتهم القوية للالحاق بي...
أغلقت المحمول وفكرت فيمن صاحب الحديث النظيف ؟ فلم اجد سوي صديق بعيد لكنه ملتحي ولا ينبس بكلمة خاطئة لكنه ليس صديقي كما لا اميل الي توجهه...
فكرت في الصديقات البنات ....
لم أكن متيقنا من أن استمرار الحديث و اتنامي الود مع احداهن قد يخلو من بعض الالفاظ , أقسم بالله غير حانث ان بعض البنات صرن يتباهين بالتنابز بالالفاظ ...
دار عقلي كالشريط السينمائي حتى توقف عند احد المشاهد القديمة :
حينما  توقفت عند تساؤل لاحدي الفتيات التي كان صديق لي مغرما بها ورفضته بل لفظته مهينة له ولاسلوب حياته , توقفت عند جملة حكاها هو لي :
" لما انت حلو كدة وبتؤمر بالمعروف وبتدافع عن نقاب وحجاب الفتيات بتسب الدين ليه وبتخوض في اعراض الامهات ليه في كل جملتين تلاتة من لغتك العادية ؟!!! "
دة الامر مباشر ثابت الدلالة والتبوت ( لا تنابزوا بالالفاظ ) ....
لم نصدق انا وصديقي أن التي احبها تركته  لسبب كهذا ... وظننا ان في الامر رجل آخر.
والان  اتذكرها , هل كانت عل حق ؟ لماذا صار من علامات الرجولة ان نتنابز بالالفاظ ؟!!
وإن عزمت علي ان أسب السباب الطبيعي للشخص ذاته دون المساس بمن لا ذنب لهم فسأتعرض للسخرية المريرة لاعادتي زمن الشتيمة الجميل ؟!
ماذا علي أن افعل في عالم الرجال حيث لا عرض ولا دين فقط رجولة زائفة وحمية لا اساسات لها...
ماذا علي ان افعل في زمن صار " ابن الكلب " فيه تحية ترحيب ...
ماذا علي أن أفعل وكلما عدت لمزاح اصدقائي لن أستطيع نظرة امي لي واصرارها ان احلف علي ان لا تمس في عرضها او جسدها اللذي يعتبر " حرمة " من حرماتي...
ماذا علي أن افعل وانا اللذي خطيت الرجولة وسأربي ابني  في نفس ذات العالم ليتم سب زوجتي المستقبلية  والخوض في عرضها اللذي هو من المفترض عرضي انا ايضا ؟؟
ماذا علي أن أفعل؟!!!!

ليست هناك تعليقات: