الخميس، يونيو 02، 2016

قسمة ونصيب

تهيم بالست هياما وهي تشدو ” بيريحني بكايا ساعات ....“ تعود لتنظر الي قدرها القابع امام التلفاز و من أمامه بطنه المتكورة , يصدر ازيزا حينما يأكل ويطلب ماء ليبتلع ما يلهطه بشهوة يعلو اشمئزازها أكثر حينما يلتقيها ليكون واجبا ثقيلا لا مبهجا بل سمجا.... تزوجته باكرا وقطف زهرتها بعد محاولات منه مرتبكة وعنيفة احيانا , ثار وهاج وماج حينما لم تظهر إمارات الشرف ولم يهدأ الا حينما طمأنته الطبيبة ان ”شرفها“ ليس من النوع الشائع فاطمأن واطمأنت نساء عائلته اللائي غمزن ولمزن في لحمها وعرضها في اول مقابلة لها مع الحياة الزوجية ومعه كرجل وكزوج... صدمتها الاولي لم تتعاف منها وسيظل كالنقش في الحجر .. لن تنسي ان مصداقيتها كانسان لم تكن الا ببضع نقاط من الدماء وان كرامتها مرهونة بما تقوله الطبيبة وعرضها وشرفها محل شك حتي يظهر دليل مادي...
ظل الجنس عقدة رغم إنه أصل كل زواج إن صلح طابت الحياة وتحملت ما بها وإن عطب صارت الحياة نارا تحت الرماد.. ومع ذلك ككل سيدة شرقية تنجب كي لا يكون هناك احتكاك مباشر بالزوج المثير للاحباط في كل لحظة واعتقادا ان في الاولاد تخفيفا لوطأة الحياة الزوجية التي لم يخطر ببالها انها هكذا... هكذا هي تعايش السنين وتعايشها تتكيف معها احيانا وتنفس عن احباطها ومرارة ايامها في هفوات كنوبات بكاء ليلية او خيال خصب مع اي رجل وسيم تعجب به : بطل مسلسل تركي او مكسيكي , مطرب , زميل عمل او حتي طبيب اسنان... تنام باكرا وتنام كثيرا ليبدأ خيالها في الاخذ بيدها نحو حياة اخري باحلامها وخيالها : حياة ملكتها هي وملكها هو -هذا البطل - فتتخيل بناتا غير بناتها وزوجا غير زوجها وقطعا تطرد زوجها إن ظهر في خيالها كشخصية الوغد بأي فيلم , بيتا غير بيتها ووظيفة غير ما تعمل بها وحبا وزواجا غير ما هي فيه... كم من مرة شكرت خيالها فبدونه لن تستطيع التكيف ... كلما لمحت امها بعيناها شكوي تظل تردد الجمل المأثورة :“احسن من غيره , طالما مش بتاع خمرة ولا نسوان“ و ” مفيش حد سعيد بس عشان البنات يتربوا بين اربع عيون ” , ” دول بنات مين هيتجوزهم ” !! لا يهتم بشئون البيت فقط بمظهر رجل البيت امام المحيطين فلا يعرف في اي عام دراسي بناته فالتغيير عدو والبديل مجهول والمجهول دائما عدو والسيدة الوحيدة نقطة ضعف وثغرة للذين في قلوبهم مرض وما اكثرهم... كلما سعينا بعمق إلي اكمال الشكل , كلما أخلينا أجزاء من الجوهر , والمظهر هو الاهم والابقي والأوضح وأسرة المستقبل هي اولاد واب وام يخرجون سويا ببسمة علي الوجوه وهذا مايحدث وحريصة هي علي ابقاءه... وماذا عن وعاء يمتليء بالبخار الشديد المكثف ,يتعاظم بخاره كل يوم فيتكثف ألا له من تنفيس ؟ نعم , الخيال وهل يسعد الانسان بما يعتاد عليه ؟ لا , لابد ان هناك منافذ لتخرج الاحباط اليومي ويوميات التعاسة... زميل تشعره بالاهتمام , تطارده عبر العالم الافتراضي ليدخل لغياهب عالمها فيثري خيالها اللذي بدأت تمله ويشعل ما كان خياليا لا يوجد خيانة فعلية بل حسية . كلمات واهتمام وسلام وهيام فتمل وتبادر لزميل غيره فالجوع يجعلك تبغي تذوق اكثر من طبق ولكل طبق مذاق خاص... كلمات واهتمام ومطاردات وهيام ثم ملل . انهاء العلاقة سهل , تغيير الرقم , حظر بالعالم الافتراضي , او الانتقال من القسم بالعمل ,أو كلام رسمي بارد تختفي وراءه بسمة وود وطاقة زمان لا يوجد علاقة ملموسة ولا دليل ادانة ليسأل عنه فالود له وجهان ... وجه تحسه وتشعر أحيانا انك متأكد من وجوده ووجه اخر غير مؤكد... تظل تطوف علي الغلمان في جنة خيالها مع الاحتفاظ بمظهر الزواج والعلاقة الزوجية وواجباتها الثقيلة كشر لابد منه واصدار المنشورات الدينية عبر العالم الافتراضي والحرص علي التنقل بين الادارات والاقسام سعيا لصيد جديد بالاشتراك مع المظهر المتوازن بين التدين والتدني...“ربنا يهدينا جميعا“. لكنه هو ليس كبالباقون بعد المقدمة المعروفة لها ككل علاقاتها ” الودية ” كلام واهتمام وهيام ولم يأت الملل بل تبدل بتعلق ووله وعشق, فصار الاهتمام حقيقي و الكلام صادق من الاعماق والوله يظهر عبر الملامح والعيون تتعلق وتتوقف فيتوقف الزمن ويختل التوازن فلا تطيق الزوج وتزداد كثافة الهروب منه بأي حجج ومبررات وانشغالات أما الطرف المحبوب فليس به شيئا مما ذكر . وده ولطفه معتاد مع الجميع , يساعد الجميع , أعزب ( ليس كسالفيه من المتزوجون ) , لكنه لم يهتم بها ولم يرق رغم المطاردات وخلو قلبه فلم يدخل الي حبائلها وهل تؤخذ العاطفة أخذا ؟ ضج مضجعها , لامها الناس علي همسات بدأت في الظهور وهي التي كانت صفحتها بيضاء دائما وحلت المنشورات العاطفية الرومانتيكية محل المنشورات الدينية ولم يعد يهمها أن يظهر شيء عليها ...
مرضت واعتلت صحتها وكأن استنارة العشق قد اضاءت ما كانت تعايشه ويعيشها متسائلة : لماذا استمرت ؟ لا الزوج زوج ولا البنات يفرحن قلبها رغم ما تحتمله من اجل ان يتربين بين ”أربعة عيون ”... استيقظت يوما علي فكرة تضج خيالها الساهر طوال الليل دائما مع بطلها الجديد والحبيب بوضع سم بطيء المفعول للزوج النهم الكسول الغير مسئول عن أي شيء لكنها طردت الفكرة وبقيت جذورها في الرأس والوجدان والروح.. ظلت هائمة تعشق تفاصيله ولا تقوي علي البوح او الخروج من منطقتها المتكيفة مع واقعها ... لقد عري هذا العشق الجديد حياتها الزائفة وغاص بها لتعيد النظر في كل شيء بحياتها حتي تغاضيها عن حقوق وواجبات للزوج كانت تدفنها تحت سجادة الزواج والمظهر الاجتماعي لكن العشق ثورة ... فهل ستثور لان حياتها تسير زيفا وإفكا أم لا تثور لان الحبيب لا يحبها ؟ وهل للثورة ثمن ؟ ام اذا كانت لتصحيح وضع خاطيء فهذا ليس ثمنا ؟ هل تطلب الطلاق بيت العنكبوت من أجل رجل لا يحبها ام من اجل تصحيح مسار حياتها ...
تسائلت كثيرا وكثيرا وتقرحت جفونها سهرا لكنها تعايشت وظلت محلك سر , من سكان المنطقة الرمادية المتكيفة مع واقع مرير

هناك 12 تعليقًا:

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Unknown يقول...

كلامك غايه في الدقه والصدق والجمال ولكني اختلف معك في تحميل الرجل لكل شئ بدءا من كرشه المتدلي وسبب هروب المراه لغيره
المشكله اكبر واعمق من ذلك
المشكله في مجتمعنا المريض الذي يظلم المراه منذ ولادتها مرورا بطفولتها وشبابها وزواجها
انها عادات ورثناها كلها خطا في خطا
ولكن هل حاولت المراه في تصحيح تلك العادات وتغييرها
الاجابه لا
للاسف كل مايشغل المراه المعاصره حتي التي تعمل هو جمالها الخارجي ومظهرها وتتفنن في كيفيه اثاره غرائز الرجال
هل حاولت المراه تطوير شخصيتها وعقليتها ومستوي تعليمها وكيفيه التواصل مع المجتمع كجزء اساسي ونصف المجتمع
الاجابه لا
تتحدثين عن فكره البكاره والطهر والعفاف بغشاء واول من يروج هذا الكلام ويحرص علي معرفته هي الام وام الزوج
من يسوء سمعه المراه ويقذفها بابشع التهم؟
انها المراه سيدتي
في تلك الظروف التي نمر بها الزوج يعمل ليل نهار كي يوفر متطلبات الحياه فاني لهذا الرجل الا ان يدخل بيته لينام لا لكي يسعد زوجته وتسعده
فيحدث لها نضوب للمشاعر فيصبح الجنس باردا يفتقد الحب والمتعه وكانه واجب ثقيل
لتهرول المراه اما الي الخيال كما ذكرتي واما للخيانه
الحل هي المراه نفسها
من اول اهتمامها بتعليمها وثقافتها وتطوير عقليتها
لتكون قادره علي التفكير والاختيار الصحيح واثبات نفسها كشريك اساسي في المجتمع لتصبح تلك ام قادره علي تربيه جيل جديد ومجتمع جديد يحترم المراه وينظر اليها كالرجل تماما علاقه النديه فكريا وعاطفيا وحقوقا
عندما يتحقق هذا الجيل من الامهات ستحل كل مشكلات المراه
انادي بمعهد اعداد امهات اسوه بمعهد اعداد القاده
وفي النهايه يجب ان تتحمل المراه دورها في تصحيح الصوره المغلوطه عنها مع الرجال العاقلين المتفهمين للمراه ودورها
الطريق طويل ولكنه ممكن

مرجانة يقول...

شكرا لمرورك اتفق معاك ان المراة من ضمن مشكلات المراة فعلا لكن
الرجل ايضا له دور فهي علاقة ندية لن تنتهي وستظل ابد الدهر
ان حاولت الزوجة التفوق يثقلها الرجل بواجبات ومسئوليات ..اتلك سمة الرجل الشرقي

Unknown يقول...

استسلام المراه وقولها ماتقولي مرارا وتكررا اعتقد انه شماعه تعلق عليها كسلها او عدم رغبتها في النهوض والدليل ان هناك سيدات يقمن بكل واجبتهن علي اكمل وجه
بالاضافه الي عدم بذلها لمجهود لتغيير تلك السمات الشرقيه التي تتكلمين عنها
وتذكري ان دائما تؤخذ الحقوق بالقوه
قوه العقل والتصرف والتعلم وحسن اداره الامور والاعتماد عليها
وانتي مثال لكلامي
انا لا اعرفك جيدا ولكن متاكد انكي مثال جيد لنهضه وانتفاض المراه فقط دعي نفسك لتقومي بدورك

مرجانة يقول...

الله يكرمك انا مش مثال خالص غير لافكاري
انا بلمس وبشوف نساء بتتحايل عشان توفق بين البيت والعمل ومشوشة في نفس الوقت ومش مدركة لحقوقها

Unknown يقول...

راجعي جملتك الاولي بتاعه الله يكرمك
وانتي تعرفي ان مفيش فايده في حل مشكله المراه
ببساطه لانك زي غيرك كتير متنازل عن دوره علي الاقل بالكتابه في موضوع حقوق المراه وجعلعا قضيتك
انما تفضلين التهييس والكلام بدون معني وبلا هدف
والدليل انك بتهربي لما حد بجي يناقشك فيه

مرجانة يقول...

انا بكتب كتير عن المراه سواء هنا او عبر الفيس بوك بس حضرتك اللي اول مرة تقرا لي بتحكم علي ازاي ؟ وعارفه ان لو انتشرت كتاباتي يمكن بغد عمر طويل تعمل حاجة في وعي المراه لكن مفيش حاجة اعملها غير الكتابة حتي لو مفيش جمهور

Unknown يقول...

انا معاكي ان الكتابات القيمه ذات المعني والمضمون للاسف اصحابها مختفيين بالظبط زي الشئ القيم الي اصبح في مجتمعنا منسي علشان كده بطلب منك انك تتبني قضايا معينه تكتبي فيها وحوليها اعتقد ان صوتك ساعتها هايتسمع لانك بتشتتي افكارك وخصوصا في التويتر
انتي موهوبه فحافظي علي موهبتك يا سها ماتخليش الردئ الي حواليكي يخلوكي كسوله
انا لو منك اكتب واكتب مش علشان حد يقري علشان افرغ الي جوايا من شحنات
اكتبي لنفسك
واعتقد ان اعظم الكتاب كانوا زيك

Unknown يقول...

انا معاكي ان الكتابات القيمه ذات المعني والمضمون للاسف اصحابها مختفيين بالظبط زي الشئ القيم الي اصبح في مجتمعنا منسي علشان كده بطلب منك انك تتبني قضايا معينه تكتبي فيها وحوليها اعتقد ان صوتك ساعتها هايتسمع لانك بتشتتي افكارك وخصوصا في التويتر
انتي موهوبه فحافظي علي موهبتك يا سها ماتخليش الردئ الي حواليكي يخلوكي كسوله
انا لو منك اكتب واكتب مش علشان حد يقري علشان افرغ الي جوايا من شحنات
اكتبي لنفسك
واعتقد ان اعظم الكتاب كانوا زيك

مرجانة يقول...

انا بعمل كدة فعلا