السبت، يناير 12، 2008

الدون جوان- 3 الخروج من الجنة

كانت الصورة رومانسية للغاية والعاشقين يزداد حبهما لبعضهما البعض يوما بعد يوم والتفاهم واضحا بينهما بين الابيض والاسود , بالطبع ليست هي من يمثل اللون الاسود لكن حبه لها كان كفيلا بتطهيره وتغير تغيرا كبيرا على مدى الايام حتى فى ابسط طباعه التي كان يلاحظها فى نفسه . كان يسير كالملك لا يخاف من شىء لا يكره شيئا لا يمقت شيئا ولا شىء او لا شخص يستطيع اثارة غضبه فالحب يشعره بالاطمئنان . ادرك انه ولد من جديد.... وفجاهجاءه صوتها مضطربا ومستغيثا ولكنه كالكابوس المزعج المخيف , لانه نسي كل شىء نسي ماضيه بكل كوارثه الى الحد الذي يذهل فيه عندما يرجع بالذاكرة للوراء متسائلا " أهذا أنا ؟؟" أهذا انا الذي ارتكبت كل هذا كان يؤرقه الماضي بقدر ما تفرحه توبته عما سوى الحب ارجوك يا ... اذا عندك الورقة العرفي بتاعتنا هات لي والنبي النسخة بتاعتي وياريت وحياة اغلي حاجة عندك تديني نسخةبتاعتك انت ارجوك انا .... يزداد صوتها توسلا اصل انا هتجوز وخطيبي عايزاها اوريهاله ارجوك عشان خاطر اي حاجة غالية عندك يا .. حاضر حاضر والله هدور عليها قالها باضطراب وخوف لكن باخلاص ,لم يخطر في باله ابدا ان زواجه العرفي القديم يمكن ان يعود ويتجسد امامه فى شكل الوحش المخيف المنظر ,كان خائفا من افتضاح الامر وهو الذي دخل محراب الحب طائعا وذاق طعم السعادة الحقيقية ولا يرضي بغيرها ايرضي من دخل جنة الحب ان يعيش في مكان اخر؟ نادرا ما كان الماضي يؤرقه حيث كان دائما يشعر انه ليس هذا الشخص الدون جوان الصياد انما هو الان شخصا اخر مختلفا تماما بل لا يكاد يعرف هذا الصياد . انه لا يتذكر اين تلك الورقة ؟ ولا يعرف كيف توصلت اليه الفريسة القديمة حيث غير جميع ارقام تليفوناته حتى لا تصل اليه ومضات الماضي الاسود جاءت الان لتلطخ صفو اللوحة الرومانسية الهادئة التي تنضح بالحب البرىء الذي ملك قلبه كانت تلك الجميلة التي اصطادها كرهان امام اصدقائه حيث فشل كل منهم فى حتى التودد اليها . وحده هو الذي استولي على قلبها وحينما زاد تعلقها به طالبته بالزواج او الخطوبة على الاقل فخطرت له فكرة شيطانية ان يتزوجها عرفيا حتى لا يضطر الى تركها وياخدها غيره لابد ان يحظي بها كاملة ومع الاسف طاوعته صور لها الحب خيالات واوهام لم تجدها . كانت تظن ان لك سيربطه بها اكثر وانه " ابن الناس " من غير المعقول ان يغدر بها ولكن بعد شهران غيرارقام هواتفه وغير محل عمله ووجد وظيفة اخرى فلم تستطع ان تجده يالهي أأنا الذي فعلت ذلك , انه كابوس لا ليس انا, ياربي لا تحرمني من الفرصة بعد اذ بعثتها الي لا تحرمني من حبيبتي قالها امام نفسه حتى سالت دموعه وتدارك امره وقال انها تحبني ستسامحني حتى لو علمت ستسامحني لانني احبتها عن حق واخلصت فى حبها ولا ذنب لي الان فى انني احبتها ولم اقصد ذلك انشالله مش هتعرف مش هتعرف يرن جرس التيلفون ترد الحبيبة العاشقة ياتيها الصوت المتلجلج المرتعش " ارجوكي عايزة اكلم ... ضروري لوسمحتي ارجوكي هو مش موجود دلوقتي ارجوكي لو مش عايز يكلمني ارجوكي فكريه بس بالحاجة اللي طلبتها منه لو سمحتي والدموع تكاد تخنق صوتهاقلقلت الحبيبة من هذه ؟ خير تحبي اسيب له رساله حضرتك عايزاه فى ايه ؟حكت لها كل شىء بالتفصيل بعد ان وعدتها الحبيبة ان كل شىء سيكون سريا ولن يعرفه احد على الاطلاق حرصا على مصلحته ومصلحتها ايضا يالهي يالهي اهذا الذي احببته زهلتها الصدمة والجمت تفكيرها لم تعرف هل تبكي ام تضحك ان تغضب للحظات لم تعرف ماذا تشعر ؟ هذا هو الانسان الذي ادخلته المحراب ؟ اهذا هو الشخص الذي اعطته الحب المقدس ؟؟؟ ربما ...ربما ... ربما ماذا ؟ لا اجد عذرا له وان وجدته لا عذر فى تلطيخ الحب وتلويثه بورقة زواج تدين اكثر مما تبرىء لقد لوث الحب لقد تعدي عليه بكل الاشكال اذا قبلت اخطائه الكثيرة التي علمت بها من خلال هذا الصوت من الماضي -فقد علمت الفريسة بكل غزوات صيادها بعد ان تركها تواجه مصيرها -هل تستطيع قبول التعدي على الحب ذلك المفهوم والمبدأ الذي لطالما قدسته واحترمته كثيراعندما رأته وهو يقابلها بكل الحب الذي فى الدنيا كعادته وتحمل عينيه معاني اكثر بكثير مما يقوله اليها ..معني اكثر واعمق بكثير من كلمة وحشتيني لم تضعف ولم تنهار قابلته مقابله عدوها وجمت ورمته بنظرات جامدة مش عايزة اشوف وشك ولا اكلمك تاني يا دون جوان عصركلم تحمله الارض لم يستطع ان يتحمل وقع خبر علمها بالامر احس باضراب فى امعائه و ضربات قلبه المتلاحقة تكاد تصم اذنه الارض تدور به انه لا يقوى حتى على الكلام ...على الدفاع او التحدث , لا يقوى على استجداء الغفران كان يريد ان يتوسل ان ترحمه فقد احب وباخلاص ولاول مرة فى حياتهولكن لم يستطع طلب المسامحة ... لقد تم طرده من جنة الحبان الله يغفر الذنوب لان رجمته واسعه لكن رحمة البشر محدودة فلم تقبل توبته

هناك تعليقان (2):

موسعن صدره......عز يقول...

الدون جوان ......ذلك الاحمق المسكين أحرق قلبي بفراق حبيبته عنه ألاا انه يستحق ما ألم به
صدق من قال (رب شهوه ساعه تورث ندما سنينا ...)
فلتغرق في ندمك يا دون

UncŁē Sam يقول...

كلامك جميل وثينسيك عالى يا مرجانة